يوجد فى مسلسل رسالة الإمام مستويان من اللغة، فبينما يتحدث المصريون لهجة عامية، يتحدث العرب والقادمون من الجزيرة العربية لغة فصحى، وقد استعجب البعض ذلك، مما يطرح سؤالا: متى تحدث المصريون اللغة العربية؟
ويكشف كتاب الحياة الفكرية والأدبية بمصر من الفتح العربى إلى آخر الدولة الفاطمية لـ محمد كامل حسين أن "مصر كانت قبل أن يدخلها العرب قبطية اللسان ولغتها الرسمسة هى الونانية، مسيحية الدين، فجاء العرب واستقر عدد كبير من القبائل المختلفة فى بلدان مصر، ونشروا فيها الدين الإسلامي واللغة العربية، وقامت بمصر الدراسات الدينية الإسلامي والعربية، وسرعان ما انتشرت اللغة العربية حتى أصبحت فى القرن الرابع للهجرة لغة لجميع أفراد الشعب المصرى، واتسعت دائرة الثقافة الإسلامية والعربية فى مصر حتى عدت من المراكز المهمة فى العالم الإسلامي، وكان العلماء يقصدونها للاستزادة وللأخذ من علمائها، وبفضل ما فى مصر من قوة هاضمة استطاعت أن تبرز في ميدان الحياة الفكرية حتى أصبحت مصر حاملة لواء الثقافة العربية والإسلامية وعن مصر أخذت البلاد العربية والإسلامية الأخرى.
بينما يشير كتاب الفيلم التاريخي فى السينما المصرية لـ محمود قاسم ، إن عملية تعريب مصر جاءت مواكبة لانتشار الإسلام الذي كان سابقا على انتشار اللغة العربية، حيث شعر المصريون الذين اعتنقوا الإسلام بالحاجة إلى حفظ الفاتحة وبعض الآيات القرآنية من أجل القيام بصلاتهم الجديدة، وفضلا عن ذلك كانت اللغة العربية هى لغة حكام البلاد الجدد، ما أوجد حاجة مشتركة للتفاهم بين الحكام والمحكومين، ما جعل الخاصة والعامة من أهل مصر يسعون إلى تعلم اللغة العربية، ومن جهة أخرى فقد ساعد نزوح العديد العديد من القبائل العربية إلى مصر بعد الفتح الإسلامي، واستقرارها فى أقاليمها إلى الإسراع بحركة التعريب فى مصر، مما أدى فى النهاية إلى قيام ثقافة عربية حلت محل الثقافة اليونانية السابقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة