يحتاج الإنسان للضحك الذي يساعد على تحسين نفسيته ويجعله ينظر للحياة بنظرة إيجابية، وخاصة إذ تشارك الضحك مع أصدقائه وزملائه في العمل، أو حتى أقاربه في جلسة مسائية، لكن ليس على حساب شخص آخر، عن طريق التنمر عليه والسخرية منه، سواء للون بشرته أو نوع شعره أو إعاقته أو وزن جسمه أو أي شيء آخر، لأن ذلك يتسبب في شعور" المتنمر عليه" بالحزن والإحباط والتقليل من ذاته وغيرها من المشاعر السلبية التي تتملكه لسنوات طويلة، وقد يصل الأمر إلى انعزاله عن الناس، بسبب سخرية أحدهم منه بغرض استعراض خفة ظله أمام الآخرين.
والحقيقة، لا يوجد شخص محصن من التنمر، وكل مجال عمل نجد فيه بعض المتنمرين على أقرانهم، هذه طبيعة بعض البشر.
التنمر والسخرية من الآخرين، دفع الكثير من العلماء لإجراء بحوث للكشف عن الأسباب التى تدفع شخص لإيذاء آخر بالتنمر عليه والسخرية منه.
وقد كشف الموقع الرسمي لـ "يونيسف"، أو منظمة الأمم المتحدة للطفولة، في تقرير له أن الطفل يتنمر على أقرانه لأسباب مختلفة، منها شعوره بالغيرة والبحث عن الاهتمام والشعور بانعدام الأمن العاطفي والنفسي.
وأما عن التنمر على مواقع التواصل الاجتماعى، فقد كشفت أستاذة علم النفس تشاريس نيكسون، في بحثها العلمي عن أسباب تنمر المراهقون على الآخرين عبر الإنترنت هو شعورهم بالغربة مع من حولهم خاصة مع الأكبر منهم سنا، وشعورهم بالخزي والتسلط.
وأشارت الأبحاث العلمية إلى أن التنمر عبر الإنترنت هو أحيانا امتداد للتنمر الذي يحدث في الواقع أيضا، كما وجدت جمعية علم النفس الأمريكية أن الأطفال في المدرسة بنسبة 40٪ إلى 80٪ يتعرضون للتنمر.
وأشارت التقارير العديدة التي تحدثت عن التنمر إلى أنه أسبابه تعود أيضا إلى الشعور بعدم التقدير من الآخرين والشعور بالإهمال والتجاهل في المنزل، والشعور بالضعف والعجز والبحث عن الاهتمام ولفت الانتباه الذي قد يحصل عليه من خلال التنمر على الآخرين وغيرها من الأسباب التي ينتج عنها شخص متنمر يتسبب في شعور ضحيته بمشاعر سلبية تظل تصاحبه طوال حياته.
إذاً ما الحل، للقضاء على تلك العادة المؤذية، أعتقد أنه يجب أن يعود المتنمر لتعاليم دينه التى تمنعه من هذا الفعل، ويتجمل بالأخلاق الجميلة التي تجعله محبوبا من الناس، ما أن من يتعرض للتنمر عليه ألا يألو بالا بما يرى أويسمع، ويقتنع من داخله بأنه شخصا جيدا ويستحق كل التقدير والاحترام من الآخرين ولا ينصت لمن يحاول التقليل منه، ويأنس بصحبة من يفهمه ويدعمه ولا يستسلم ليأسه وحزنه ولا لتنمر من حوله حتى يصبح شخصا أفضل ويصل للمكانة التي يحلم بها.
كما تلعب الأسرة دورا هاما في ذلك أيضا فعليها أن تهتم بأفرادها من أطفال وبالغين، وتدعمهم طوال الوقت ولا تتنمر عليهم حتى لو على سبيل المزاح، كما عليها أن تقوى نقاط ضعفهم ليصبحوا أفضل مما هم عليه ولا يتأثرون بأي تنمر أو سخرية يتعرضون لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة