قضية النصب الكبرى، أو تطبيق "هوج بول" الذي نصب على عشرات المواطنين واستولى على أموالهم، حجزت مساحات كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين متعاطفين مع الأشخاص المنصوب عليهم، وآخرين يرون أنهم غير ضحايا، وأن "ثقافة الطمع" وراء هذا النوع من جرائم النصب، طالما يوجد طماع فهناك نصاب.
هذه النوعيات من القضايا، تدق ناقوس الخطر، وتحذر بشدة من جرائم النصب الالكتروني، التي يقوم بها أصحاب "اللياقات البيضاء"، الذين يرتكبون جرائمهم من خلف الأجهزة عبر الكيبورد، مستغلين الفضاء الالكتروني لممارسة جرائمهم.
هذه القضايا تجعل من الأهمية بمكان توخي الحذر أثناء التعامل مع إعلانات ومنصات التواصل الاجتماعي، وعدم الانسياق وراء جروبات منصات التواصل الاجتماعي، التي تتلاعب بمشاعر المواطنين، وتوهم البعض بمكاسب خرافية لا تتفق مع العقل والمنطق.
هذا بيان للناس، ليأخذوا حذرهم، ويمسكوا على أموالهم، ولا يلقون بها بين أيادي النصابين والمحتالين، وإنما يستثمروها في أماكنها الشرعية، وما أكثرها، لتطمئن القلوب، ولا يكونوا جزءً من أخبار منشورة في صفحات الحوادث، بعدما يكتشفون أن أموالهم ذهبت مع مهب الريح، فتبكي أعينهم حسرات، في وقت فات فيه الندم.
بصفتي مسئولا عن تحرير أخبار الحوادث، وثقت عشرات القضايا، لجرائم توظيف الأموال أو ما يطلق عليهم المستريحين، فالتقيت بالمنصوب عليهم ـ لا أقول الضحايا ـ حيث دموع الندم لا تتوقف، بعدما يكتشفون أن أموالهم وتحويشة العمر قد ذهبوا دون رجعة.
ننشر ونوعي الناس، لكن نادي إذا ما أسمعت حيا ولا حياة لمن تنادي، فتتكرر الوقائع، ويظهر النصابون، كلما ظهر الطماعون، فتتكرر الأحداث، وتتكرر أخبار النصب، فليت الناس تتعظ.