ريهام المغربى

كيف تؤسس مشروعك الصغير القادر على النجاح والاستمرار؟

الأحد، 05 مارس 2023 11:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن يكون لك مشروعك الخاص الناجح هو حلم يداعب خيال الكثيرين ؛ فكل منّا يطمح أن يكون لديه مشروعه الخاص ويحلم بأن يكون هو صاحب العمل ، ولكن هل تمتلك من المهارات والأدوات ورأس المال فضلا علي الرؤية والخبرة والقدرة ما يمكنك من تحقيق النجاح والاستمرارية عند انشائك لهذه المشروعات أم أنها مجرد رغبة في تحقق سريع للذات  بعيدا عن أسر ورتابة العمل لدي الغير بأجر ثابت ؟! 
 
ورغم أنه يوجد في مصر ما يزيد علي مليوني مشروع صغير ومتناهي الصغر  الا انه لا يوجد علي وجه اليقين ما يؤكد مدي تأثير هذه المشروعات الصغيرة ووزنها النسبي ومكانها الحقيقي في خريطة الاقتصاد المصري . ورغم أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تلعب دورا كبيرا في الاقتصاد الكلي للبلدان المتقدمة وتساهم بقرابة النصف في الناتج المحلي الإجمالي GDP لدي الصين وأمريكا الا ان نسبة المشروعات الصغيرة في مصر أقل من عشرة بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي 
 
ولزيادة هذه النسبة في مصر ولكي تؤسس مشروعك الصغير القادر علي النجاح والاستمرار يجب أن يعلم كل مستثمر أن حوالي نصف المشروعات الصغيرة تفشل في خلال الخمس سنوات الأولي بعد الانشاء ؛ ولكي تتجنب ذلك يجب عليك كمستثمر أن تهتم بعدة نقاط رئيسية وهي : 
أولا .. وضع خطة عمل تشتمل علي دراسة عميقة متأنية للتأكد من أن السوق في حاجة إلي هذا المنتج وتحديد الشريحة المستهدفة وتوزيعها ديموجرافيا بعناية ؛ والتأكد من قدرتك علي المنافسة ووضع خطة تسويقية مناسبة ودراسة المنافسين حاليا وفي المدي القصير والمتوسط ؛ وتحليل المخاطر المحتملة التي قد تؤثر عليك في البداية ؛ والتأكد من مصادر التمويل وخاصة في الفترة الأولي من المشروع .
 
 وثانيا ..  تحديد أهداف واضحة للمشروع منذ البداية. تلك الأهداف ستكون بمثابة الخط المرجعي الذي تقيس بناء عليها مدى نجاح مشروعك. و هذه الأهداف يجب أن تكون محددة وواقعية وقابلة للقياس ولها خطة زمنية معينة وذات صلة وثيقة بأهداف المشروع الأساسية منعا للتشتيت واستنزاف الوقت حيث أن إدارة الوقت من أهم عوامل نجاحك . 
 
وثالثا .. تعلم أساسيات الإدارة المالية للمشروع بداية من واقعية دراسات الجدوى ؛ وتحديد التكاليف والنفقات بمنتهي الدقة ؛ والفصل بين ميزانيتك الشخصية وميزانية المشروع مع الاحتفاظ بالسيولة المالية المناسبة لمواجهة تقلبات الأسواق ؛ و تعلم مهارات الإدارة المالية الحديثة والحوكمة ؛ وتطبيق النظم الحديثة لتقليل التكلفة cost reduction ؛ ومن الجدير بالذكر أن حوالي 30 بالمائة من المشروعات الصغيرة تفشل لأسباب مالية وليس بالضرورة أن يكون السبب هو نقص الموارد ولكن قد يكون أحيانا لسوء إدارتها ؛
 
 ويأتي علي رأس أولويات السياسة المالية لأي مشروع صغير أو متوسط هو قدرته علي زيادة رأس المال اما عن طريق الاستفادة من مبادرات وزارة الصناعة بتقليل الفائدة علي الائتمان من البنوك أو نشر ثقافة الاندماج merge بين هذه الكيانات الصغيرة لخلق كيان أكبر أكثر قدرة علي المنافسة وعندها يمكن زيادة رأس المال عن طريق طرحها للاكتتاب في بورصة النيل للمشروعات الصغيرة وهي البورصة الأولي من نوعها في افريقيا والتي تشترط طرح مالا يقل عن عشرة بالمائة من الأسهم للتداول الحر وألا يقل عدد المساهمين عن 25 مساهم وألا يقل رأس المال المصدر عن 25 مليون جنيه مما يمكن الشركة من النمو وزيادة رأس المال وتقديم قوائم مالية منضبطة وتطبيق قواعد الإفصاح والشفافية .  
 
ورابعا .. الاهتمام بالجوانب القانونية المتعلقة بإنشاء الشركات المساهمة بأنواعها المختلفة وكتابة العقود والتمويل والضرائب وغيرها من المهارات الضرورية التي ينبغي أن يتمتع بها كل رجل أعمال. فمن المهم أن تحترم القانون حتي لا يواجه مشروعك في المستقبل أي عقبات لا داعي لها.
 
وأخيرا وليس ٱخرا يجب الاستثمار بكثافة في تقنيات التسويق الحديثة وعلي رأسها التسويق الرقمي والتنبؤ بمستقبل الأسواق والتحسب لذلك بالتغيير المستمر في ٱليات المنافسة والدراسة المستمرة المنافسين   ؛ مع دراسة نفسية المستهلك لخلق أسواق جديدة للتصدير ؛ وضرورة اختيار العاملين بعناية فائقة مع التدريب والتقييم الاحترافي المستمر لبناء فريق عمل مثالي وهو أفضل استثمار علي الاطلاق .
 
إن المشروعات الصغيرة والمتوسطة يمكن أن تنمو بشكل مطرد لتساهم بشكل أكبر في الناتج المحلي الإجمالي وهي بلا شك تمثل نسبة هامة من القطاع الخاص في مصر . حيث يلعب القطاع الخاص دورًا محوريًا  في الاقتصاد الكلي للبلاد ويساهم بنحو 72% من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر فرصا للعمل بنسبة 78% من فرص العمل في مصر .
 
إن الأمم العظيمه تبنى بمبادرات افرادها وسط بنية تحتية قوية وبيئة تشريعية ومناخ جاذبين للاستثمار ؛ ومصر أمة شابة وأبناؤها قادرون على خلق ملايين من المشاريع الصغيرة والمتوسطة الناجحة التي سوف تضيف الكثير الى الاقتصاد المصري القوي والمتنوع والقادر -برأي جميع مؤسسات التصنيف الدولية- على تجاوز الأزمات العالمية التي نمر بها الٱن والوصول الى المكانة التي يستحقها في المستقبل
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة