رحلة نجمنا المصري محمد صلاح الذي يلعب بين صفوف ليفربول الإنجليزي مع الساحرة المستديرة أكدت أن الأحلام ليس لها أجنحة، بل إنها تحتاج فقط إلى العمل المضاعف والتمسك بها حتى تلامسها، فالاجتهاد والإخلاص في العمل هما عنوان تحقيق الأحلام والنجاح على أرض الواقع.
محمد صلاح أحب كرة القدم فأحبته هى الأخرى، فقد كان مثل أى طفل يجرى ويلعب الكرة مع أصدقاء الطفولة، كأنه يلوذ بمكان مسحور لم يكن فى حسه تمامًا أنه سيقوده إلى أحلام كبيرة فيما بعد، ،كان يذهب إلى مركز الشباب فى قريته نجريج التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، ويشعر بشىء من الرهبة والأحلام نحو مستقبل غامض مليئا بالطموحات والآمال، لكنه هو سحر كرة القدم الذي يسحب الروح إلى عالم آخر يتنسم انتماءً وسمواً وغموضاً فى ذات الوقت، هذا الغموض الذي يصنع حالة فنية متفردة ، تتحرك إلى الأعماق مع كل لعبة داخل ساحة المستطيل الأخضر، وهنا تصبح الكرة رفيقاً مثالياً فى الفرح والشجن.
"نداهة" أحلام محمد صلاح في رحلته لا تتوقف أبدًا، فقد نجح فى عبور الحدود الفاصلة بين الشرق والغرب وصار نجمًا كبيراً فى سماء الكرة العالمية، من خلال تحقيقه العديد من الأرقام القياسية داخل الملاعب الأوروبية عبر اللعب للعديد من الأندية، بدءًا من بازل السويسرى ومرورًا بتشيلسى الإنجليزى وفيورنتينا وروما الإيطاليين، وصولًا إلى صفوف ليفربول، حتى أصبح أيقونة للآخرين الحالمين.
ورغم ابتعاد فريقه ليفربول عن المنافسة في الدوري الإنجليزي الموسم الحالي واقتراب الخروج من دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد، إلا أن محمد صلاح يغرد خارج السرب كالمعتاد ولم يتوقف عن أحلامه بعد، حيث إنه يقدم مستوى أكثر من رائع وآخرها تسجيله هدفين و2 أسيست في فوز الريدز أمام مانشستر يونايتد بسباعية نظيفة ، كما واصل ضرب العديد من الأرقام القياسية عبر حصوله على لقب الهداف التاريخي لفريقه في البريميرليج.
محمد صلاح أصبح عنوانا لـ"التحدى"، والتغلب على الصعاب من أجل تحقيق الأحلام، فهو لا يستسلم أبدًا لهواة "الصيد في الماء العكر"، كما يقولون، ممن يهاجمونه لمجرد الهجوم لكسب حالة جدلية على السوشيال ميديا، والحصول على شهرة زائفة، وغيرها من هذا القبيل.
لكن صلاح لا زال يمنح عشاقه ومهاجميه في وقت واحد، دورسًا في مواصلة رحلة الأحلام، التي بدأت من نجريج قريته الصغيرة إلى التربع على عرش النجومية فى إنجلترا، فهو يخوض التجربة بروح المغامر الذي يعرف جيدًا قوانين اللعبة ويعرف كيف يؤديها بالمستوى نفسه من التحدى الذى يسمح له بتخطى الحواجز الصعبة.
نجاح محمد صلاح جاء لكونه لم يعتمد على موهبته الكروية فقط، وإنما لاجتهاده والتزامه وذكائه في نفس الوقت، وهو ما يثبته يومًا بعد يوم، عبر تحقيق أحلامه وضرب الأرقام القياسية، فموهبته الفذة داخل المستطيل الأخضر لا جدال عليها من جميع المهتمين بعالم كرة القدم، لكنه كشف عن موهبة جديدة خلال تعامله مع العديد من المناسبات الخاصة بحياته الشخصية واختياراته الكروية.
صلاح كان ذكيًّا جدًّا من خلال عنصرين، الأول: حينما أصر على خوض تجربة الاحتراف الأوروبى مبكراً، كما تحدى نفسه والجميع وعاد للدورى الإنجليزى مرة أخرى عبر بوابة ليفربول رغم تجربته الأولى غير المرضية مع تشيلسى، ومناداة البعض بعدم العودة للبرليميرليج ، لكنه كسب التحدى.
ختامًا، نحن فخورين بما يقدمه ابننا محمد صلاح من نجاحات كبيرة أمام أبناء البر الغربي، فهو منحنا الأمل، تحت شعار "لسه الأماني ممكنة"، لصناعة أجيال جديدة تعرف طريق النجاح لرفع اسم مصر عاليًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة