معبد هيبس الرمز الرسمى لمحافظة الوادى الجديد، وأحد أندر وأهم المعالم الأثرية فى مصر ويحمل الاسم اليونانى للكلمة المصرية القديمة "هبت"، وتعنى المحراث، ويطلق هذا الاسم على مدينة الخارجة والمعبد فى أن واحد، واكتسب أهميته لكونه آخر نسخة متبقية من العصر الصاوى الفارسى، للأسرة 26 "660– 330 ق م"، منذ عهد الملكين بسماتيك الثانى، واح ايب رع إبريس، وشُيد فى عصر الملك الفارسى، دارا الأول " 510-490 ق. م" على بقايا معبد قديم يرجع إلى عصر الأسرة السادسة والعشرين 664 ق.م، وله أصول قديمة ترجع إلى عصر الدولة الوسطى فى 2100 ق. م، ويضم عدة حقب تاريخية تشمل "الفرعونية والفارسية والبطلمية والرومانية".
ويضم المعبد عدد من المعالم التى يمكن زيارتها وهى عبارة عن 3 بوابات وطريق للكباش وساحة المعبد وقدس الاقداس بالإضافة إلى ممرات سرية وسلالم تؤدى إلى الطابق الثانى ويقع فى مدخل المعبد أطول لوحة جدارية تحكى عن تشريعات حاكم الواحات واقدم نص لحماية حقوق المرأة وتحقيق العدل بين المواطنين بالإضافة إلى الجداريات التى تحكى تاريخ المعبد وصور عبادة الثالوث المقدس، حيث يتكون المعبد من الحجر الرملى، فوق منطقة مرتفعة نسبيًا، ويعتبر من أهم المعابد المصرية، لأنه المعبد الوحيد المتبقى من العصر الصاوى الفارسى، وقد شيد لعبادة الثالوث المقدس (آمون- موت –خونسو).
ويعتبر معبد هيبس صاحب أطول رحلة إنقاذ وترميم، حيث بدأت بمرحلة إعداد الدراسات فى عام 1999 ثم بدأ العمل الفعلى به منذ عام 2005 بتكلفة إجمالية تقدر بحوالى 71 مليون و650 ألف جنيه، والذى اشتمل على عدة مراحل هامة من بينها مرحلة أعمال الأساسات والتى احتوت على تنفيذ الحائط الفلترى حول المعبد وملحقاته، وهو حائط يبلغ عرضه 80 سم بعمق 13 م يعمل على منع وصول أيه مياه رشح أسفل أساسات المعبد، كما تم ضم 9 أفدنة للمعبد لتوسيعة، وإنشاء سور حول المعبد لتحديد حرم الأثر.
كما تضمنت مراحل المشروع أعمال تربيط الجدران بنظام "سينتك" حيث أنه بعد اتخاذ قرار بعدم فك ونقل المعبد والإبقاء عليه فى موقعه الأصلى كان من الضرورى تربيط الجدران، حيث تم بالفعل تربيط كافة الحجرات وسقف البوابة الفارسية والبطلمية حتى تم التأكد من سلامة كافة الجدران، بالإضافة إلى استبدال الأرضيات التالفة بأرضيات من الحجر الرملى مماثلة للأحجار المستخدمة فى تشييد المعبد بما يتناسب مع طبيعة الأثر.
وجرى الانتهاء من أعمال إعادة بناء العناصر المعمارية التى تم فكها فى عام 2001 مثل مبنى المرسى والماميزى "بيت الولادة"، والبوابة الرومانية والبوابة البطلمية والسور الأثرى المحيط بالمعبد، بالإضافة إلى إنشاء السور الخارجى المحيط بالمنطقة الأثرية والذى يعمل على الحفاظ على بنية الأثر، إلى جانب عمل طريق خارج الصور الحديث لخدمة الأراضى المجاورة، وشملت أعمال الترميم الدقيق تنسيق وتسوية النقوش والصور الجدارية بالمعبد بالإضافة إلى علاج القشور والطبقات المنفصلة من النقوش، واستبدال المون القديمة المعيبة وأعمال ملء الشروخ واستكمال الأعمدة والكرانيش، حيث تم تخصيصه لعبادة الثالوث المقدس (آمون وموت وخنسو)، بجانب أوزوريس وإيزيس وحورس، كما بنى بالطابق العلوى للمعبد مقصورة خصصت لعبادة الإله أوزير، ويوجد بالجانب الجنوبى الغربى للمعبد الماميزى (بيت الولادة).
وتم تهيئة المعبد لاستقبال الزوار ليلًا، وجرى إدخال مشروع الصوت والضوء فى المنطقة لخلق بانوراما تاريخية تجذب السياح إليها من مختلف الجنسيات، فى رحلة تجمع بين سحر الليل فى سماء مصر وعبق تاريخها، كما تم الانتهاء من جميع أعمال الإضاءة الداخلية والخارجية وتركيب وحدات إنذار بالإضافة إلى إتمام تركيب منظومة التأمين ضد الحرائق مع تركيب كاميرات متحركة بطريق البوابات وداخل المعبد إلى جانب تركيب الكاميرات الثابتة على السور الخارجى حتى تكتمل منظومة المراقبة للمعبد وملحقاته.
كما تم إنشاء مبنى الزوار على مساحة تقدر بحوالى 1000م كما تم الانتهاء من تركيب أجهزة الإنذار ضد الحرائق، بالإضافة إلى تشييد مدخل خاص بالزوار حيث تم الانتهاء من أعمال تركيب أجهزة التفتيش والمراقبة والإنذار بما يضمن توفير الحماية الكاملة للمنطقة الأثرية، والانتهاء من أعمال رفع الرديم شمال وجنوب البوابات بطريقة يدوية دون استخدام آلات ميكانيكية حفاظا على العناصر المعمارية والأثرية بالمنطقة، بالإضافة إلى تشييد كافة ممرات الزيارة حول المعبد وملحقاته إلى جانب الممرات التى تربط بين مدخل الزائرين ومبنى الزوار والمرسى بما ييسر رحلة الزائر داخل المنطقة الأثرية.
وكان المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، نفذ دراسة عملية لرصد ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد هيبس بالخارجة وهى الظاهرة التى تحدث كل عام فى شهرى أبريل وسبتمبر من كل عام، حيث تتعامد الشمس على معبد هيبس فى مدينة لخارجة بـ الوادى الجديد، لتقدم دليلًا جديدًا على درجة المهارة التى بلغها المصرى القديم فى براعته فى علم الفلك والهندسة.
وقال الدكتور جاد القاضى مدير المعهد القومى للبحوث الفلكية، إن تعامد الشمس على معبد هيبس، يجسد مدى براعة القدماء المصريين ليس فقط فى علوم الفلك ولكن فى الهندسة والرياضيات التى وصلت لهم إلى بناء مبانهم بتحكم شديد فى الهندسة المعمارية بحيث تتعامد أشعة الشمس على ملوك المعابد.
واضاف مدير المعهد أن أشعة الشمس تصل إلى قدس الأقداس داخل المعبد العتيق، عندما تكون الزاوية الأفقية للشمس 83 درجة من اتجاه الشمال مؤكدًا على أن تلك الظاهرة لا تدع مجالًا لشك، أن الحضارة المصرية القديمة، كانت حضارة علمية من المقام الرفيع، فلم يكتف المصرى القديم بمشاهدة الشمس والكواكب وغيرها، لكنه قام بحساب شروقها وغروبها، وعرف مداراتها ووضع التقاويم اعتمادًا عليها.
إدخال مشروع الصوت والضوء بالمعبد
اعمدة معبد هيبس
أقدم وثيقة لحقوق المرأة فى المعبد
السلالم الداخلية بالمعبد
المعبد الوحيد في مصر من العصر الصاوى الفارسي
المعبد يضم 4 عصور تاريخية
المعبد يمتاز بتفرده على مستوى الجمهورية
الممرات السرية بالمعبد
جانب من أعمدة المعبد
جانب من جداريات المعبد
جانب من قدس الاقداس بالمعبد
جانب من نقوش المعبد
روعة مشروع الصوت والضوء في المعبد
طريق الكباش في معبد هيبس
قدس الاقداس بالمعبد
مدخل معبد هيبس وطريق الكباش
معبد هيبس الوحيد المتبقي من العصر الصاوى
معبد هيبس رمز محافظ الوادي الجديد الرسمى