امل الحناوى

ســر الخلطة السحرية لـ "الحوار الوطنى"

السبت، 01 أبريل 2023 01:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يُخطئ من يعتقد _ أو يظُن _ أن "الحوار الوطنى" هو مُجرد تفاهُمات بين الحكومة والمعارضة، أو مُجرد جلسات تشاورية بين المؤيدين والمعارضين، أو محاولة لتطييب خاطر القوى السياسية.. ومُخطئ من يعتقد _ أو يظُن _ أن "الحوار الوطنى" تجرُبة محكوم عليها بالفشل من بدايتها ولهؤلاء لابد أن نقول لهم (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)، وبما أن البدايات تُنبئ بالنتائج فـ بدايات "الحوار الوطنى" مُبهرة ولم يكن أحد يتوقع قبولها الواسع فى الأوساط السياسية.. وإليكم التفاصيل :

فكرة وجود "حوار وطنى" _ من الأساس _ هى فكرة تُحترم ومُقدرة ومُهمة ولا يستطيع أحد التقليل منها، وبصراحة: كان "الحوار الوطنى" ضرورياً ومطلوباً وحتمياً، لأن "مصر" _ الآن _ لا تحتمِل الانقسام بل يجب علينا الاتحاد والتماسك وعدم ترك أى فرصة لحدوث انقسام، لأن "مصر" _ الآن _ لا تحتَمِل الخِلاف بل تقبَل الاختلاف فى الآراء والرؤى والأُطروحات على أرضية وطنية واحترام واعتراف للشرعية دستورية.

إن توقيت "الحوار الوطنى" مُناسب جداً ونَزَل كالصاعقة على أعداء الوطن الهاربين بالخارج، فقد أُصيبوا بالحَسرة والخيبة من سوء تقديرهم للموقف الحقيقى للأوضاع فى مصر، فقد ظنوا أنهم قادرون على تأجيج الأوضاع الداخلية وإشعال الغضب فى نفوس الفُرقاء السياسيين وأن بإمكانهم _ عن طريق نشر الشائعات وتلفيق الأخبار والكذب ليلاً ونهارًا _ توسيع الفجوة بين المؤيدين والمعارضين، لكنهم فوجئوا واستيقظوا على وجود "الحوار الوطنى" الذى لَم شَمل القوى السياسية والحزبية تحت راية مصلحة الوطن العليا، فخاب مسعاهُم وفشل مُخططهم وحَبِطَت أعمالهم واسوَدَت وِجوههم.

نحمِدُ الله على المُشاركة الفعالة لجميع الأحزاب والقوى السياسية فى "الحوار الوطنى"، فالكُل سارع بتقديم مُقترحاته وأفكاره لمجلس أمناء الحوار الوطنى، وبالطبع دون مُشاركة من الذين تلطخت أيديهم بالدماء، وكانت جميع المقترحات والأفكار تتعلق بالإصلاح السياسى والإصلاح الاقتصادى، ولذلك دعونا نتحدث بصوتٍ عالٍ وبدون خوف أو همس أو غمز أو لمز أو مواربة ونقول: إن مصر _ بالفعل _ تحتاج للإصلاح السياسى والاقتصادى معاً فى نفس الوقت وبدون تأخير لأى منهما، ولن ندخُل فى جدل سُفسطائى عقيم حول السؤال الذى نُعانى منه منذ أكثر من (40) عاماً وهو: هل نبدأ بالإصلاح السياسى أولاً ثم ندخل فى الإصلاح الاقتصادى؟ أم علينا البدء بالإصلاح الاقتصادى ثم الإصلاح السياسى؟.

إننى أرى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، عاقد العزم على القيام بإصلاح سياسى حقيقى والأدلة كثيرة ونراها أمام أعيننا، إضافة إلى أن سيادته يقوم بإصلاح اقتصادى حقيقى بإرادة وطنية وعزم لا يلين لأنه لا يدخِر جهداً لإنجاح مسيرة ( قطار الحوار الوطنى)، والدليل الإفراج عن عدد كبير من الشباب المحكوم عليهم فى قضايا المظاهرات وتشكيل لجنة العفو الرئاسى، والإفراج عن الغارمات، والترحيب بمطالبة المشاركين فى الحوار الوطنى بضرورة الإشراف القضائى على الانتخابات وإجراء _ فى نفس الوقت _ إصلاحات اقتصادية ضرورية تأخر تنفيذها تطبيقها منذ عشرات السنين وهذه هى الخلطة السحرية لـ "حوار وطنى بناء".

نحن أبناء وطن واحد، لدينا طموحات كثيرة، وأحلام أكثر نتمنى تحقيقها لوطننا، نختلف حول طُرُق تحقيقها ووسائل تنفيذها وهذا صِحى ومنطقى ومقبول، ونحن مشغولون بهموم الوطن وبالتحديات وبالمخاطر التى تواجهه، لكننا _ أبداً _ لن نختلف على وطننا الغالى (مصر)، نقول أراءنا ونتعاون ونتحاور لتحقيق كل ما هو خير لمصر والمصريين، لأن "الحوار الوطنى" يضُم : شخصيات سياسية ذو ثقل ، وقيادات حزبية وطنية، وأكاديميين مشهود لهم بالكفاءة، وشباب نثق فيهم، ومُمثلى عدد من القوى السياسية الذين نحترمهم، ومجلس أُمناء نعرِف تاريخهم السياسى المُشرِف ونضع فيهم ثقتنا .. والله المُوفق والمُستعان.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة