أذيعت أربعة حلقات حتى كتابة هذه السطور من مسلسل "تحت الوصايا" للنجمة الكبيرة مني زكى، دون مقدمات.. أين كتائب الهجوم على المسلسل عندما نشر البوستر الخاص به بدعوى تشويه المحجبات؟ أين محللي رسمة "حواجب منى زكى" من مجرد رؤيتهم البوستر دون حتى البحث عن قصة المسلسل التي توفر جزء بسيط عنها وقت عرض البوستر؟ أين حماة الشريعة والحجاب والدراما النظيفة وكل هذه القيم الوهمية التي دافعوا عنها زورا وبهتانا، دون أن يعرفوا أى مسلسل وأى قصة وأى شخصية يهاجمون.
2
يتعرض المسلسل لقضية، ربما لا يجرؤ ما يدعون أنهم حماة الفضيلة، وحماة المحجبات وصورهن والخائفين من تشويه تلك الصورة، علي الدخول إلى هذه المنطقة الجدلية التي دخلت لها مني زكي ومن قبل المؤلف والمخرج والشركة المنتجة، وهي قضية الأطفال الحائرين بين ولاية الجد والعم والجدة في مقابل حرمان أمهاتهن من رعاية أحوالهم، هي تؤتمن أن تربي وتغرس قيما، لكنها لا تؤتمن على إيداع أموال لأبنائها في البنوك والسحب من نفس الأموال التي أودعتها من مالها، الأمر يتطلب حضور الجد أو العم حتى تتم حركة أموال أبنائها داخل الجهاز المصرفي، وكذلك إذا ما أردات نقل أبنائها من مدرسة إلى أخرى.
3
قضية شائكة تحتاج إعادة النظر من كل الجوانب التشريعية، لحماية أطفال من كونهم كالدمية بين تعدد الولايات على إدارة شؤونهم بين الأم والجد والجدة والعم، لا لشىء إلا لأن الله كتب عليهم موت أبيهم، هذا قدر الله فهل يعاقب به أطفال ويتركون لتنازع الولاية بين أطراف متعددة، فكم من عم سعى لأكل مال أبناء أخية وتشريدهم، وكم من جد وجدة نقلوا ورثهم إلى أحفادهم من بناتهم ويتقاسمون معاش ابنهم الوحيد مع أبنائه منذ رحيله، وكم من أمهات اختارت خيارات أخرى غير المكوث لتربية أبنائها وهذا حقها، لكن الحق الأصيل في هذه الحالات التي ذكرتها والتي لا يسع مقال لسرد الحالات المشابهة، هو حق الأولاد في تربية سوية، بدلا من تشتيتهم وعقابهم على قضاء الله الذي لا دخل لهم فيه.
4
نعود مرة أخرى لحراس الحجاب والمحجبات وحراس العقيدة، الذين تجرأو علي إطلاق الأحكام لمجرد رؤية بوستر، اغضبهم به "تقل حواجب فنانة"، وها هي الفنانة اتضح أنها أرملة وتنزل لميدان العمل وسط رجال يطمعون فيها ماليا تارة، وجسديا تارة أخري، بالإضافة إلي أنها شخصية محافظه كالكتثيرات من الأمهات والخالات اللائي تعرفهم وتقابلهم يوميا، فكيف أردوا أن يرسم المخرج الشخصية؟، كيف يمكن للمخرج أن يرضي خيالهم الذي أطلقوه علينا دون معرفة من يقدم ماذا؟ وفي أي ظرف؟ وفي رداء أي شخصية؟، الآن عرفوا فأين ألسنتهم؟، على ما يبدو ابتلعوها؟ لماذا ؟ لأنها قضية لن تكون علي هوي الوصاية الذكورية والوصاية الدينية التي تحركوا من منطلقها؟ سوف نري في الحلقات القادمة لعلهم يشاهدون في صمت وسنسمع عويلهم عند التلميح إلي أي إصلاح تشريعى يخالف هواهم، أو مطالبة بمراجعة من النواحي الفقهية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة