محمود عبدالراضى

زراعة "المعروف" وحصاد "خيبة الأمل"

الأربعاء، 12 أبريل 2023 10:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من ينكر جميل قلبك، ووفائك، حتماً سينكر جميل أفعالك، فهناك أُناس هكذا، مهما كنت ودوداً معهم لن يُثمر معهم ذلك، فالشعور بنكران الجميل ممن أحسنت إليه، سم تذوي عليه فضائل الروح، لا سيما هؤلاء الأشخاص الذين ينكرون المعروف عند شدة الخلاف، ومن ثم فإن "المعروف كنز" فاجتهد عند من تودعه حتى لا تحصد خيبة الأمل.

"ولا تنسوا الفضل بينكم"، رغم أن هذه الآية القرآنية الرائعة جاءت في سياق الحديث عن الأزواج، لكن يمكن العمل بها كشعار حياة، بأن نتذكر دوما فضل الآخرين علينا، ولا ننسى ذلك أبدًا، وأن نقابلها بالإحسان لا الإساءة، ولا تكن عقولنا مثل ذاكرة السمكة، ننسى المعروف، وأحيانا نتغطرس وننكره من الأساس، فمن أهم مكارم الأخلاق، هو مقابلة المعروف بالشكر، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله، فالكرم من شيم الرجال، والنكران من صفة اللئام.

دربوا أنفسكم على تقديم المعروف لأجل الله، مهما توقعتم إنكاره لاحقا، ولا تندموا على معروف أو مساعدة قدمتموه أبدًا، فأنتم سائحون بهذه الحياة تبحثون عن المحتاجين لمساعدتهم، فأمضوا ولا تنتظروا الشكر، واذا صنعتوا معروفا استروه، وإن صُنع فيكم انشروه.

واعلموا أنكم ان تعبتم في المعروف، فإن التعب يزول، والمعروف يبقى، وإن تلذذتم في الإثم، فإنّ اللذة تزول، والإثم يبقى، فابحثوا عن المعروف وقدموه لغيركم فكل معروف صدقة، وشرف المعروف تعجيله، واحرصوا أن يكون المعروف من غير طلب وبدون إبطاء، وبغير منة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة