سلاطين الفن الشعبى فى مصر يكتبها عادل السنهورى.. أبو دراع فقد ذراعه أثناء عمله فى أرض والده.. غنى أمام عبدالناصر وحاوره يوسف إدريس.. وكان له سرادق خاص فى الحسين.. وقال لإدريس: أنا مطرب مشهور أكثر من عبدالحليم

السبت، 15 أبريل 2023 11:00 ص
سلاطين الفن الشعبى فى مصر يكتبها عادل السنهورى.. أبو دراع فقد ذراعه أثناء عمله فى أرض والده.. غنى أمام عبدالناصر وحاوره يوسف إدريس.. وكان له سرادق خاص فى الحسين.. وقال لإدريس: أنا مطرب مشهور أكثر من عبدالحليم أبو دراع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

◄ يوسف وهبى وافق على ظهوره فى أفلامه بعد توسط الشاعر اللبنانى خليل مطران

 

«أبو دراع» من مواليد 25 نوفمبر عام 1919، ولد فى قرية «درين» مركز طلخا بمحافظة الدقهلية كان والده يعمل كبقية أهل القرية بالزراعة، وتوفى والده وهو فى الخامسة من عمره وأصبح يتيم الأب.
 
جاءت شهرته بـ«أبو دراع» بعد فقدانه ذراعه أثناء عمله فى أرض والده وأثناء دوران الساقية لرى الأرض – كما روت ابنته صفاء محمد رمضان- وحزنه على انفصال والده عن والدته قبل وفاته وزواج والدته ورحيلها خارج بلدته، ثم معاناته من معاملة زوجة أبيه قبل وفاته.
 
لم يحصل على التعليم المدرسى، وتعلم القراءة من خلال مطالعة واجهات المحلات، وسافر طفلًا مع والدته إلى مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، واستقر بها وكان يذهب إلى الموالد الشعبية مثل مولد السيد البدوى فى مدينة طنطا ومولد ابراهيم الدسوقى فى دسوق، وغيرهما من الموالد، بالإضافة لمشاركته بالعديد من الأمسيات فى المحافظات والقرى المجاورة.
 
كانت موهبته ظاهرة منذ طفولته، حتى أصبح لافتا للأنظار فى مجال الطرب الشعبى، وكانت البداية مع تبنى كاتب الأغانى الشعبية الحاج مصطفى مرسى، والمطرب الشعبى يوسف شتا له، حيث بدأ العمل معهما فى أعمالهما.
 
جاء الى القاهرة يتلمس طريقه فى الغناء الشعبى عام 1935 وعمل فى البداية بائعا للصحف كما ذُكِر ولعدة أشهر فى شوارع القاهرة بأجر 15 قرش يومياً، وكانت تسليته الوحيدة هى الذهاب كل يوم خميس إلى الموالد حيث عرض عليه صاحب فرقة موسيقية العمل بأجر 30 قرشاً فى اليوم، وبدأ يغنى فى موالد السيدة والحسين، جمعه القدر بالحاجة زينب والمطرب محمد العربى وتعلم منهما أصول الغناء الشعبى، وأثبت حضوره بالسهرات الغنائية التى تقام كل خميس وعلى مدار 20 عاما، واشتهر أكثر فى الليالى الغنائية الرمضانية التى تقام فى حى الحسين من كل عام، وأصبح له سرادق خاص به يتوافد إليه عامة الناس، بالإضافة لأدباء وفنانين معروفين يحضرون خصيصا للاستماع لفنه بعد أن ذاع صيته فى المحافل الشعبية والثقافية .
 
تحمس له كل من كاتب الأغانى الشعبية الحاج مصطفى مرسى والمطرب الشعبى يوسف شتا، بسبب صوته المميز الجميل وتفرده بالموال بطريقة أدائه الخاصة، ثم التحق بعد ذلك للعمل فى المسرح العسكري، وفى المسرح الشعبى مع زكريا الحجاوى حيث كلفه باستقدام عدد من أبرز الفنانين الشعبيين من مختلف أنحاء مصر منهم: خضرة محمد خضر، وجمالات شيحا وفاطمة سرحان، وأحمد سمسم. وكان له سرادق مخصص لغنائه فى ليالى شهر رمضان فى حى الحسين. وتميز فى ارتجال الموال وكان له صوان ثابت فى حى الحسين فى شهر رمضان الكريم، أمام الباب الأخضر.
 
ذاع صيت الفنان «أبو دراع» والتقى بالشاعر اللبنانى «خليل مطران» الذى أعجب بصوته وتوسط له لدى يوسف بك وهبى ليظهر فى السينما، وحقق له يوسف بك تلك الأمنية وأشركه بالغناء فى فيلم «ابن الحداد» عام 1944، سبق «أبو دراع»، الكثيرين من رواد الغناء الشعبى فى هذا الميدان، وظهر فى الفيلم بمشاركة يوسف وهبى ومديحة يسرى ومحمد أمين، وقدم أبو دراع فى هذا الفيلم أغنيته الشهيرة «اّن الأوان يا حبيب القلب» وبها يتغزل بفريد المحاسن :
 
دا انت فريد المحاسن يا وحيد العصر
بشاير السعد هلت فى نسيم العصر
والدنيا كانت عسر صبحت يسر لما جيت
وفى العام التالى غنى بفيلم «الفنان العظيم» 1945، الذى لعب بطولته أيضاً يوسف وهبى ومديحة يسرى، ومحمود المليجى وسراج منير وعبدالسلام النابلسى إخراج يوسف وهبى، وعلى الشاشة الصغيرة غنى بمسلسل «الهروب» إنتاج 1969 مع الفنانين صلاح قابيل ويوسف فخر الدين وسميحة أيوب وسامية شكرى.
 
كانت شهرته تزداد يوما بعد الآخر وكان ضيفا فى البرنامج الإذاعى «جرب حظك» للإذاعى طاهر أبو زيد ليغنى أغنية يروى فيها قصة حرب العدوان الثلاثى 1956.
 
وتمضى الشهور والسنين ليصبح فيما بعد واحدا من رواد الغناء الشعبى تتناول الصحافة أخباره، ومحط إعجاب الناس التى أخذت تردد مواويله ويشاء الحظ أن يجد نفسه وجها لوجه أمام الرئيس جمال عبدالناصر بعد أن اعتلى خشبة المسرح ليقدم الفقرة الغنائية الخاصة به فى حفل عيد الثورة عام 1961، وبالفطرة الذكية التى اشتهر بها يرتجل موالاً يخاطب فيه الرئيس طالبا وظيفة تتناسب مع ظروفه الصحية ليعيش من خلالها، وصلت الرسالة وصدر قرار تعيينه المباشر كمطرب بالمسرح العسكرى لينطلق من خلاله إلى بلاد عديدة من دول العالم، ويحظى بشهرة واسعة كواحد من أعلام الغناء الشعبى.
 
فى هذا الحفل أمام عبدالناصر يغنى له أبو دراع موال:
«يا جمال جمايلك جميلة والجميل بيضاء
يا قائد النصر يا للى ثورتك بيضاء.
 
ويطلب الرئيس مصافحته بعد الانتهاء من أدائه لمواويله وأغانيه الشعبية التى كان أهمها أغانى وموايل، قصة بدرية – قصة عادل وعدلية - يا صاحب إن بعتنى خلى الثمن غالى «مع هدى سلطان».
 
الملاحظة الأهم فى مسيرته أنه واحد من الأصوات التى تغنت بثورة يوليو وما قدمه من أغان وطنية هى الأكثر من حيث العدد قياسا بالأغانى العاطفية ومنها، أغنية ثورة يوليو، جمال وشعب العرب، هليت يا عيد الربيع، يا جمال جمايلك جميلة وشموع الحرية، للوحدة بين مصر وسوريا، فى مصر أفراح وفى سوريا سرور وجمال، وللكويت، ياللى انكويت من الكويت يا استعمار، ومع ذلك غابت هذه الأعمال عن خارطة البرامج الغنائية فى المناسبات الوطنية السنوية، بعد اختلاف الظروف السياسية وتوجهاتها، بالإضافة لكونها ألحان، ورغم جمالها إلا أنها لم ترق لمستوى أعمال رموز تلك المرحلة من شعراء وملحنين أمثال، صلاح جاهين ومرسى جمال عزيز وكمال الطويل وبليغ حمدى وعبدالوهاب على سبيل المثال.
 
ورغم كل ما قدمه من مواويل تعبق بالفرح إلا أنه لم يستطع أن يخفى الحزن فى نبرات صوته نتيجة فقده فى صغره لإحدى ذراعيه.
 
وفى أعمال أبو دراع برزت القصة الشعبية المغناة، وفى واحد من أعماله الذى حمل عنوان، «حكاية بدرية»، تحث بمضمونها على القيم النبيلة والأصيلة وتعكس الواقع الطبقى والظلم الذى عاشته الفئات الشعبية والبسيطة، وهذا ما يستشفه المستمع وهو يصغى لصوت أبو دراع فى مقدمة عرضه لأغنية حكاية بدرية:
صحيح ربى غفور لكن عذابه شديد
بيمهل اللى ظلم وياخده أخد شديد
أوصيك يا عاقل ما تعملش اللى عمله
شديد مع الأُسطى عبد المجيد وبنته بدرية .
واحد من مطربى العشرين مليون كادح
كان هذا هو العنوان الذى كتبه الأديب الراحل الكبير يوسف إدريس فى كتابه «جبرتى الستينيات» عن فصل خاص بالفنان «محمد أبو دراع».
 
والكتاب عبارة عن مجموعة مقالات للأديب إدريس، وقد انتشر هذا الكتاب فى بداية الثمانينيات «1984» وذاع صيته، وتُرجم للعديد من لغات العالم، لتنتشر أفكار كاتبه فى جميع الأوساط الثقافية المختلفة.
 
وكانت هذه المقالات ضمن أسباب شهرة الأديب والروائى يوسف إدريس، والتى تعتبر ضمن عدد ضخم من الأعمال الرائعة التى كتبها بلغة أدبية سهلة جميلة صادقة قريبة من واقع القارئ، لغة تملؤها الحياة وتتفاعل معها، ونتيجة لذلك كان لا بد أن يُلقب يوسف إدريس بتشيكوف العرب وهذا نسبة لأديب روسيا الكبير أنطون تشيخوف.
 
يكتب يوسف إدريس عن أبو دراع فى كتابه قائلا: لو كان الأمر بيدى لجعلت المحاورة التى دارت بينى وبينه شعرا شعبيٍّا، فما أسهل ما تصورت تأليف الشعر وأنا أشهده يُؤلف أمامى هكذا بمثل ما يفعل الحاوى فى لُعبة سهلة لكننى حين انفردت بالقلم والأوراق وجدت أن الأمر ليس بالبساطة التى تصورتها.
 
لقد اخترت محمد المحلاوى الشهير بأبى دراع لا لشيء إلا لأنه يُعد فى رأيى مطرب تلك الطبقات التى تبدأ من العدم والمعدمين وينتهى حدها عند عبدالمطلب حيث تبدأ طبقات شعبية أخرى وعلى مستوى آخر؛ مطرب الناس الذين يكونون لنا نحن الشعب الأساس والجذور، الذين يَحيَون وأرجلُهم مغروزةٌ فى الحفر والأرض والطين وعلى أكتافهم يحملون كتلة شعبنا الهائلة.
 
وأبو دراع يعى هذه الحقيقة، قال لى مقدما نفسه: أنا مطرب مشهور يا دكتور، أكثر الناس شهرة والله من عبدالحليم حافظ وفريد؛ فالناس الذين يسمعوننى ويتجاوبون معى هم أصحاب الجلاليب الذين إذا سمعوا «نار يا حبيبى» أو «قول لى عملك إيه قلبى» دقوا الأرض بأقدامهم من الغيظ وطلبوا أن يسمعوا الموال، فهو وحده الذى يُشجيهم بكلماته، ويتلوون لَوقع كلماته، ومغنو هذه الطبقات لهم مؤهلات تختلف تماما عن مغنِّينا الذين نسمعهم فى أضواء المدينة، هناك الصوت الأصيل ليس مهما أبدا، يكفى أن يكون قويا رجاليا معبرا؛ إذ المطلوب منه أن يَهز ويُحرك أجسادا رجاليةً لا ذرة للأنوثة فيها ولا يمكن أن تستجيب إلا لصوت فى مثل قُوتها ورجوليَّتها، ثم إن المغنى لا يُغنِّى فقط إنه أولا وأساسا شاعر كلمات ومؤلِّف نفس المقاطع التى يُغنى يها، والغناء ليس مدا ولا سيكا ولا اسطامبوللى بالمرة؛ إذ الموسيقى التركية الشرقية لم يصل أثرها أبدا إلى هذا القطاع الضخم فبقى سليما، يعتمد على نغم مصرى قد لا يكون جميلا أو جيد السبك، ولكن ميزته الكبرى أنه مصرى مائة فى المائة ولا يمكن أن يَفرزه إلا شعبُنا هذا، ولا يمكن أن يَطرب له إلا الطبقات التى بَقيَت مصرية خالصة لم تَتأثَّر  ولم تتفاعل مع شرق أو غرب، وهو أيضا ليس مجرد نظم منغم.
 
إن المغنِّى هنا ليس مرفها فقط، إن عليه أن يبدو لُمستمعيه على هيئة بَطل حتى يؤمنوا به ويتفاعلوا معه.
 
ووجدت فى أبو دراع كل هذه المزايا مع ظاهرة خاصة به وحده، إنه واع جدا بمسألة ذراعه المقطوعة، لا ينساه للحظة، ورغم قطعه فهو يستعمله أو يستعمل وجوده الموهوم كأقوى ما يكون السلاح يُهدد به، وأحيانا يتجبر ويستدر الإشفاق، وأحيانًا يَستدر الإعجاب حين يحكى قصةَ بطولة قام بها رغم هذه العاهة.
 
وفى الجلسة الطويلة التى قضيتُها معه ظل هذا الذراع كالروح الغائبة التى ينجح أبو دراع فى استحضارها وإبقائها تُخيِّم على الجلسة رهن إشارته، ولقد ظلَلت ُ أتساءل عن كنه هذه الظاهرة وبالكاد وجدت تفسيرها فى قصة حياة أبو دراع نفسه.
 
ولنستمع له يروى: كانت أمى اجوزت فى بلد تانية وكنت باشتاق لها قوى، والعيال فى كل حته يزفونى وأبويا ما يقوليش إلا يا بن ال.. ومرات أبويا جبارة. كنت أنفرد بنفسى فى الغيط وأوعى ألاقى نفسى باغنى: انتى فين يا امه، أغنيها على نغمى كنت سمعت مرة الششتاوى مطرب المحلة المشهور بيقولها، أفضل أقولها وأعيد فيها بس على شرط من غير ما حد يشوفنى ولا يسمعنى، لما كبرت شوية بقيت أهرب واروح لها أبص ألاقى أبويا طابب واخدنى، كانت مرات أبويا تجوعنى وما ترضاش تأكلنى فعلمتنى إزاى أسرق العيش من وراها وأخبيه.
 
أنا اللى عند ابويا سرقت الرغيف
ومن جوعى شحت عيش عند أمى
أسألك يا رب حد م الدنيا يهربنى
أروح لأمى ألاقى جوزها يضربنى
واروح لأبويا ألاقى مراته تطردنى
ماليش حبيب التقيه من قلبه قربنى
ثلاث سنوات قضاها أبو دراع الصغير على هذه الحال، وما كاد يعرف كيف يركب القطار حتى هرب إلى القاهرة ومعه جنيهان أعطاهما لأول معلم جرائد صادفه فى باب الحديد، واشتغل معه يبيع الأهرام والجهاد ويكسب 15 قرشا فى اليوم، ونزهته الوحيدة كانت أن يذهب كل خميس َ إلى مولد شعبى يُقام بجوار سيدى الأحمدى حيث تنتصب حلقات الغناء والذكر والألعاب وكل تلك المسلِيات الشعبية، وذات مرة تشجع ونقَّط فرقة المزيكة بنصف ريال ليصاحبوه فى موال يُغنِّيه، أحس يومها أن له صوتًا، وأعجب الناس وعرض عليه صاحب الفرقة أن يعمل معهم نظرى مبلغ لم يكن يحلُم به مطلقًا ٣٠ قرشا فى اليوم، طار من الفرحة وقَبل وساح فى البلاد يغنى ويتعرف على جمهور المّوال فى كل مكان، ولكنه كان يعتمد فى أغانيه على تأليف الآخرين وحفظه له، إلى أن حدث مرةودخل له مغن آخر فى مبارزة أحس فيها بَمعينه المنقول ينضب ولا يُسعفه ويجعل الآخر يكتسحه بسهولة، حينئذ استفز أبو دراع: قلت إيه يا ولد، هم اللى بيألفوا لأرواحهم دول مش زيك؟ وروحت البيت وجيت على راجل بيعرف يقرأ ويكتب ولايمته على نص ريال.
 
وقعدته قدامى وقلت له اللى يطلع من بقى اكتبه، وقعدت طول الليل أجائر وأناحر وأألف، ومن ليلتها مسكت الصنعة، ومشيت. وفى مرة كنت بغنى فى حارة فى عابدين قام واحد افندى نقطنى بجنيه، اجننت أنا وموتى لازم أعرف مين لفندى ده أبو حتة مقطوعة من مناخير واللى نقطنى بجنيه بحاله، سألت عليه.. ويطلع مين ؟ المرحوم خليل مطران، طلعت جرى عليه أبوس على إيده واطلب منه يدينى كارت ليوسف وهبى عشان يخلينى أغنى فى فيلم من أفلامه لأن محمد العربى كان أيامها بيغنى فى الأفلام، وادانى، وطلعت فى أفلام واتعرفت بقى على واسع شوية، إنما أستاذى هو الششتاوى بتاع المحلة مفيش كلام.
 
سألت أبو دراع عن مفهومه للفنان فغنى:
مساكين ولاد الغرام غنوا على حالهم
طول الليالى سهرانين والفين على حالهم
بيغنوا للناس كلام تعديد على حالهم
وياريت فيه ناس تسيب الناس على حالهم
الفن يا ابو دراع؟ ما هو الفن؟
الفن أصله هبه كله علاج للناس
من شعر والله موسيقى يستسيغها الناس
وأنا جسمى مجروح وداير أعالج الناس
الغناء عندنا رجولة وليس رقة صوت.
أنا جسمى مجروح وداير أعالج الناس.
 
يرحل أبو دراع فى 19 يوليو 1998 عن عمر يناهز 79 سنة تاركا تراثا شعبيا بمواويله وأغانيه مجسدا به حالة الشعب الحقيقى فى أحزانه وأفراحه وأوجاعه وألامه وفى انتصاراته وانكساراته.
 
p.4

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة