محمود عبدالراضى

"مُتصنع الود"

السبت، 15 أبريل 2023 01:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الود" هو دفء القلوب، والنعمة التي يعزفها المحبّون على أوتار الفرح، وشمعة الوجود، يحتاجه الكبير قبل الصغير، فالود لا يولد بل يخترق العيون والقلوب كالبرق الخاطف، فمن نعم الله علينا "المودة" والمحبة بين الناس.

أن تجد لك صديقا أو قريبا أو جارًا أو زميلا، يتسم بالود، يحبك في الله، فقد ملكت الدنيا بأكملها، وأن تجد في حياتك "مُتصنع للود"، في ظاهره المحبة وفي باطنة العذاب، فهو الاختبار الأصعب، " وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ"، اعاذنا الله واياكم من الصنف الثاني.

في كثير من الأحيان تجسد الدراما واقعا أليما، حدث ويحدث كل يوم، فيتعاطف المشاهدون معها، خاصة عندما يشاهدون أنفسهم في نفس المواقف، وكأن الدراما تحكي قصة كل واحد فيهم عن حدة، فتتكشف لديهم الأسرار، ويندمون على ما قد فات، بعد صدمة في صديق أو زميل أو جار مُتصنع للود، كانوا يعتقدوه يودهم، فتبين أنه ألد الخصام.

ربما استغرب البعض شخصية "دلال" التي تجسدها النجمة الكبيرة إيمان العاصي في المسلسل الأشهر "جعفر العمدة" الذي يعرض خلال هذه الأيام من بطولة النجم محمد رمضان، لكنهم إذا فكروا بُرهة من الوقت، فإن شخصية "دلال" موجودة في حياة البعض، هؤلاء الأشخاص الذين يجدون حولهم أشخاصا منذ سنوات، يثقون فيهم ويجدون الراحة لديهم، يفتحون لهم قلوبهم ويسكبون على مسامعهم أسرارهم، يرون منهم الابتسامة فتسريح القلوب، لكنهم لا يدرون أنهم يجاورون "ألد الخصام" و"متصنعين الود".

الحياة مهما طالت فهي قصيرة، والدنيا تتسع للجميع، فما السر في أن تسود القلوب بهذا الشكل!!، فقد يبيع الإنسان شيئاً قد اشتراه، ولكن لا يبيع قلباً قد هواه، فاجعوا قلوبكم عامرة بالمودة، لا الكُره والغل، حتى تجنوا ثمار المحبة وتسعدوا بحياتكم.

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة