يرتبط نجوم الفن بالعديد من الأعمال التى قد تضطرهم ظروف العمل فيها للتصوير خلال شهر رمضان أثناء الصيام، وأحيانا تحدث العديد من المواقف والمفارقات بسبب تعارض تصوير بعض المشاهد مع الصيام.
وتعرض نجوم الزمن الجميل للعديد من المواقف خلال تصوير بعض الأعمال أثناء فترات الصيام، وخاصة تلك المشاهد التى تتضمن التدخين أو تناول الطعام خلال نهار رمضان.
ومن بين هذه المواقف ما حدث مع الفنانة ميمى شكيب أثناء تصوير فيلم «سى عمر» إنتاج عام 1941 بطولة الفنان الكبير نجيب الريحانى، حيث كان أحد المشاهد يقتضى أن تمسك ميمى شكيب سيجارة وتجذب منها بعض الأنفاس، وطلب منها المخرج أن تفعل ذلك ولكنها اعتذرت لأنها صائمة، ورأى المخرج أن تكتفى بأن تمسك السيجارة وهى مشتعلة فقط ويستغنى عن أن تضعها فى فمها، فوافقت ميمى شكيب على هذا الحل حتى تحافظ على صيامها.
ولكن أثناء التصوير اندمجت شكيب فى التمثيل، وفجأة نسيت أنها صائمة وبدأت تدخن السيجارة وتنفث دخانها، ولم تشعر بنفسها إلا بصوت المخرج يصرخ «ستوب»، والتفتت إليه بعد تصوير المشهد فقال لها: «إنتى مش بتقولى صايمة يا مدام ميمى»، فتذكرت ميمى شكيب صيامها، ووقعت فى حيرة من أمرها هل تكون أفطرت أم يعتبر هذا نسيانا ولم تفطر رغم تدخين السيجارة، وهو ما استلزم أن تلجأ لاستشارة عدد من الشيوخ حول صحة صيامها فى هذا اليوم.
وتعرضت الفنانة هدى سلطان لموقف مشابه أثناء تصوير فيلم «غلطة العمر» الذى عرض عام 1953، وكان أحد المشاهد يتطلب أن تدخن سيجارة وتنفث دخانها فى عصبية ظاهرة، وطلب المخرج محمود ذو الفقار من هدى سلطان أن تمثل المشهد ولكنها رفضت لأنها صائمة، فعدل ذو الفقار فى المشهد لتظهر هدى سلطان وهى تمسك بالسيجارة وتحاول أن تشعلها، ثم يختفى المشهد إلى مشهد آخر لا تمسك فيه السيجارة، وهكذا عالج المخرج المشهد حتى لا تخسر هدى سلطان صيامها.
كما حدثت العديد من المواقف بين الفنانين والمخرجين بسبب تصوير المشاهد التى تتطلب تناول الطعام، ومن بين هذه المواقف ما حدث أثناء تصوير فيلم «الملاك الظالم» الذى قامت ببطولته فاتن حمامة، وعرض عام 1954، حيث كان أحد المشاهد بينها وبين الفنان الكبير حسين رياض يقتضى أن تقف فاتن فى المطبخ لتطهو الطعام، وكان الفنان الكبير يقوم فى الفيلم بدور صديق والدها، الذى يتولى رعايتها منذ طفولتها بعد دخول والدها السجن، ويقتضى المشهد أن يذوقا الطعام، وبعد ذلك يتحدث حسين رياض عن مهارتها فى الطبخ.
وكان التصوير يتم خلال نهار رمضان، وطلب المخرج الكبير حسن الإمام من فاتن حمامة وحسين رياض أن يذوقا الطعام كما هو محدد فى المشهد، ولكنهما رفضا لأنهما صائمان، ولا يمكنهما أن يتذوقا الطعام، وطلب منهما المخرج أن يفطرا حتى ينتهيا من هذا المشهد، ولكنهما صمما على رأيهما، ومع هذا الإصرار اضطر المخرج حسن الإمام إلى تصوير مشاهد أخرى خلال نهار رمضان، ولكنه أصر على أن يتم تصوير المشهد الذى حدث عليه الخلاف فى نفس اليوم، ولم يسمح لأحد من المشتغلين فى الفيلم بالانصراف فى موعد الإفطار حتى تم تصوير المشهد.
وكانت الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا تحرص على الصيام حرصا شديدا، حتى أنها كانت تعتذر دائما عن العمل خلال هذا الشهر حتى لا تتعرض لما يضطرها للإفطار.
وحدث أنها كانت تعمل فى فيلم «السيد البدوى»، وبدأ العمل فى هذا الفيلم قبل شهر رمضان ولكن لسبب ما تعطل الفيلم لفترة وعاد العمل فيه من جديد قبل حلول شهر رمضان بأسبوع واستمر خلال رمضان، وأراد المخرج الانتهاء من تصويره قبل العيد.
وكان أحد المشاهد يتطلب أن تركب كاريوكا حصانا، ولكنها لم تقو على ذلك أثناء الصيام، وطلب منها المخرج أن تفطر لاستكمال المشاهد حتى لا يتعطل العمل، وإلا سيحملها مسؤولية هذه العطلة.
وبعد الخلاف بين المخرج وكاريوكا، ذهبت الفنانة الكبيرة إلى أحد المشايخ وسألته فأفتاها بجواز أن تفطر لمدة يوم واحد على أن تطعم 60 مسكينا طوال الشهر، وعملت كاريوكا بهذه الفتوى وتم تصوير المشهد.
من بين الأفلام التى تم تصوير مشاهدها خلال شهر رمضان فيلم «الأسطى حسن» بطولة وحش الشاشة فريد شوقى، وكان أحد المشاهد يقتضى أن يظهر فريد شوقى مع زوزو ماضى فى المطبخ وهو يتناول الطعام بطريقة وحشية، وهى تنظر إليه وهو يفترس الديك الرومى، وتعذر تأجيل التصوير إلى ما بعد شهر رمضان لارتباط منتج الفيلم بموعد عرضه فى عيد الفطر، كما كان التصوير يتم خلال نهار رمضان، لذلك طالب المخرج وحش الشاشة بالإفطار فى هذا اليوم لضرورة الانتهاء من تصوير المشهد، ورضخ فريد شوقى وأفطر بالفعل، ولم يكتف بصيام يوم آخر بعد انتهاء شهر رمضان لتعويض هذا اليوم، بل أقام حفلة إفطار كبيرة لعدد من العمال الفقراء تكفيرا عن هذا اليوم الذى أفطر فيه بأمر المخرج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة