هل تخيلت حوارا ومناقشة ولقاء يجمع بين نجوم الفن والاستعراض وأحد كبار المشايخ والرموز الدينية؟ وهل دار فى ذهنك كيف سيكون هذا الحوار؟ وما هى الأسئلة التى سيتبادلها الطرفان؟ وهل لو حدث هذا اللقاء فى الوقت الحالى سيكون مشابها لما حدث بالفعل عام 1957 حين اجتمع عدد من كبار نجوم الفن والاستعراض مع وزير الأوقاف وقتها الشيخ أحمد حسن الباقورى ودارت مناقشة راقية وذكية ولقاء مثمر تميز طرفاه بالاستنارة والثقافة والصراحة.
تفاصيل هذا اللقاء حدثت عندما نظمت إحدى المجلات عام 1957 لقاء بين مجموعة من الفنانين والشيخ أحمد حسن الباقورى، وزير الأوقاف بمكتبه، حيث ذهبت مجموعة من الفنانين وهم نعيمة عاكف وكمال الشناوى وعماد حمدى وحسن رمزى رئيس غرفة صناعة السينما فى هذا الوقت والمخرج حسين فوزى إلى مكتب الوزير لمناقشة العديد من القضايا بين الفن والدين، حيث اعتادت الصحف والمجلات إقامة العديد من اللقاءات والندوات التى تجمع نجوم الفن مع علماء الدين وتسودها نقاشات منفتحة وصريحة ومثمرة، فى مختلف الموضوعات.
وخلال هذا اللقاء تحدث الشيخ الباقورى عن رؤيته للفن والسينما وآرائه حول ما يقدم من أعمال خلال هذه الفترة وما يعجبه وما لا يعجبه منها، وطرح الفنانون الحاضرون عددا من الأسئلة عليه.
وتحدث «الباقورى» خلال اللقاء عن أهمية دور السينما والفن فى خدمة المجتمع وتقديم القضايا الهامة منتقدا بعض الأعمال الفنية التى تمتلئ بالحشو والتهريج والخلاعة، مؤكدا أن المتفرج تحول إلى ناقد واع يستطيع أن يميز بين الغث والسمين.
وقال الوزير إنه حين سافر إلى شمال أفريقيا ومنها مراكش وجد أن معظم الأفلام التى تعرض هناك مصرية، ولكنه لم يعجبه أغلبها لأنها كانت تعبر عن شعب يعيش على الخلاعة وهو ما يخالف طبيعة الشعب المصرى، ناصحا أهل الفن أن يتوخوا الحذر فيما يصدرونه من صور لبلادهم ومواطنيهم فى هذه الأفلام.
وأشاد وزير الأوقاف وقتها بفيلم بلال مؤذن الرسول مؤكدا أنه حين كان فى جاكرتا ومر من طريق رئيسى وجد تزاحما شديدا، فظن أن الجماهير اجتمعت لسماع خطاب الزعيم سوكارنو، ولكنه فوئ بأنهم يتزاحمون لمشاهدة فيلم بلال مؤذن الرسول، مطالبا بالتوسع فى هذه النوعية من الأفلام.
وهنا قاطعه الفنان عماد حمدى مشيرا إلى أن الأزهر والمشايخ يعارضون دائما تقديم أى أفلام تظهر بها شخصيات من الصحابة، لذلك يتجنب صناع السينما تقديم مثل هذه الأعمال.
ورد الباقورى على هذ الملاحظة مشيرا إلى أن أى شخص يحاول أن يقوم بدور أستاذه لا بد أن يفشل إذا لم يكن درس الشخصية وفهمها جيدا، ولا يصلح مثلا أن يقوم بدور عمرو بن العاص شاب لا يعرف شيئا عن الصحراء وحياتها، مؤكدا أنه عندما يتم إعداد ممثلين قادرين على أداء هذه الأدوار فلن يعارض الأزهر فى تقديمها.
ووجهت نعيمة عاكف سؤالا للوزير حول أول مرة ذهب فيها للسينما، فأشار إلى أنها كانت عام 1938، وسألته إن كان أعجبه فيلم ظهور الإسلام الذى طرح فىى السينما فأجاب بالنفى مؤكدا أن الفيلم لم يعجبه لأنه كان يغلب عليه طابع التهريج.
وسألت نعيمة عاكف الشيخ الباقورى إن كان يسمح لبناته بالذهاب للسينما، فأجاب قائلا: «طبعا بشرط اختيار الفيلم المناسب».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة