حذر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، من وصول زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى الحكم فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة عام 2027.
وفى حوار مع صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية، حذر ماكرون، الذى لا يتيح له الدستور الترشح لولاية ثالثة متتالية، من أن "مارين لوبان ستصل إلى قصر الإليزيه فى حال لم نكن قادرين على مواجهة التحديات فى البلاد، وإذا استمرينا فى إنكار الواقع".
وتراجعت شعبية الرئيس الفرنسى خلال الفترة الماضية على خلفية إصدار القانون المثير للجدل لإصلاح نظام التقاعد، والذى ينص فى الأساس على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما.
وتأتى تصريحات ماكرون بعد استطلاع للرأى أظهر أن أكثر من 70% من الفرنسيين غير راضين عن أدائه، فى تراجع كبير فى شعبيته، وتقترب هذه النسبة من أدنى مستوى لشعبية ماكرون (23%) الذى تم تسجيله فى ديسمبر 2018، فى ذروة أزمة "السترات الصفراء".
وتراجعت شعبية ماكرون على خلفية هذا القانون الذى لم يحظى بشعبية بين المواطنين الفرنسيين، بل ازداد الغضب فى الشارع الفرنسى، وشهدت البلاد احتجاجات شعبية بعد تمرير مشروع القانون بموجب المادة 49.3 من الدستور والتى تسمح بتمرير القانون دون تصويت برلمانى.
ومنذ طرح مشروع القانون، ترك الرئيس الفرنسى رئيسة وزرائه إليزابيث بورن فى واجهة المشهد للترويج لهذا القانون والدفاع عنه، مؤكدة مرارا وتكرارا على أهميته.
وقال ماكرون، خلال حواره مع "لو باريزيان": "ربما كان الخطأ المرتكب هو عدم تواجدى بشكل كاف لإعطاء مضمون لهذا الإصلاح ودفعه بنفسي، يجب على الانخراط مجددا فى النقاش العام، لأن بعض الأمور ليست واضحة، لذا أقوم بذلك فى كل مكان"، مؤكدًا مجددا ضرورة هذا القانون لسد العجز، وبالتالى البدء فى مشاريع جديدة.
وشدد ماكرون على أن الغضب الذى يعبر عنه الفرنسيون إزاء إصلاح نظام التقاعد "لن يحول دون استمرارى فى التنقل" بين أرجاء البلاد.
كما تأتى تصريحات ماكرون عشية الذكرى السنوية لإعادة انتخابه رئيسا لفرنسا لولاية ثانية، حين تفوق فى الدورة الثانية لانتخابات عام 2022 على منافسته لوبان، لذلك، حذر ماكرون من أن مارين لوبان ستصل إلى قصر الإليزيه "إذا لم نكن قادرين على مواجهة التحديات فى البلاد، وإذا استمرينا فى إنكار الواقع".
