ليس هناك شك أو ريبة حول أواصر العلاقات المصرية السودانية الممتدة عبر التاريخ، فما يربط بين مصر والسودان، جغرافيا وتاريخ وثقافة ودين واتحاد ومعرفة وعلم وثروات طبيعية وهبها الله لكلا البلدين، ليكون مصيرهما مرتبطا ببعضهما البعض عبر الأزمنة، ما يحدث في السودان يؤرق المنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا بأكملها.
تتشابه السودان مع مصر في أنها بلد مطمع من كل عدو، ومركز هام للغذاء والثروات الطبيعية، لتأخذ الكثير من تفكير المتآمرين حول السودان، وفي جميع الأحوال وتحت ضغط مختلف الظروف تعمل مصر علي حفظ السلام والأمن للإنسان.
وفي الأزمة القائمة استطاعت القيادة السياسية المصرية إجلاء جنودها من السودان بالطرق السلمية، وبعد اتفاق مع السلطات السودانية علي تسليم الجنود المصريين بالسودان من مهمتهم التدريبية هناك، وليس للانخراط في أى صراع أو أشتباكات داخل السودان، فتعمل القيادة السياسية المصرية وسياستها الخارجية علي أنه ليس من شأن أى دولة أن تتدخل في الشئون الداخلية لدولة أخرى، عربية كانت أو أجنبية، وما أكدت عليه القيادة السياسية المصرية أن أشتباكات السودان شأن داخلي ليس لنا فيه يد ولا أمر، ولكن تعمل جاهدة القيادة السياسية على الاستفادة الأمثل للعلاقات الودية المتوازنة، لحث المتشابكين على وقف إطلاق النار وإعلاء المصلحة العليا للسودان.
وبالطبع كانت القياادة السياسية المصرية من أول من عرض الوساطة المصرية لتهدئة الأوضاع في السودان ووقف العنف وتغليب صوت الحكمة، وكذلك عملت جنوب السودان في محاولات عدة دولية وجهود رامية لوقف العنف والتصعيد، فالنتائج كارثية علي المستوى الإنساني في دولة يعتمد ربع سكانها على المساعدات الغذائية، فقطع الكهرباء و الماء ووسائل المواصلات في مناطق عديدة في السودان، وأيضاً تداعيات كارثية علي المستوى الصحي، فالوضع متدهور بسبب النقص في الكادر الطبي وتعرضه للإنهاك، صعوبة الوصول إلى المصابين ونقلهم إلى المستشفيات، وصعوبة المد بالمعينات والأدوية المنقذة للحياة، واكتظاظ المستشقيات بالمصابين من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ورغم أنه تم الإعلان عن هدنة أخرى خلال أيام عيد الفطر المبارك ليستطيع الشعب السوداني أستقبال العيد والشعور بالأمن في أيام العيد ، بددت أيضاً هذه الهدنة في استمرارية تبادل إطلاق النار والاشتباكات.
والسبيل الوحيد أن يتراجع الطرفان وإعلاء مصلحة البلاد وإعطاء الحق للسودانيين في العيش بسلام، أو نتائج كارثية، فخورة بمصريتي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة