يبقى المستقبل لأولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم، لهؤلاء الذين يحولون الألم لأمل، فأجمل وأروع هندسة في العالم أن تبني جسراً من الأمل على نهر من اليأس، فالناس معادن، تصدأ بالملل، وتتمدد بالأمل، وتنكمش بالألم، فإذا حوصرت بالأوهام والوساوس والقلق والمخاوف، فاجعل آمالك في الله كبيرة، حتى إن كانت الآمال في بعض الأشياء قليلة أو ضعيفة، إلا أنها بمثابة النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، سوف تفتح آفاقاً واسعة في الحياة.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعيش الإنسان بدون أمل، قد يعيش بلا بصر ولكنه لا يمكن أن يعيش بلا أمل، فالأمل شيء جيد، والأشياء الجيدة لا تموت أبداً، والأفضل دائماً أن نتطلع للأمام بدلاً من النظر إلى الخلف، فالملتفت لا يصل أبدا.
يداول الله الأيام بين الناس، ولا ندري أن ما أصابنا خيرًا أم شرا، فقد نراه شرًا ويكون فيه خيراً كثيرا، فأحياناً يغلق الله أمامنا باباً لكي يفتح لنا باباً آخر أفضل منه، ولكن معظم الناس يضيع تركيزه ووقته وطاقته في النظر إلى الباب الذي أغلق، بدلاً من باب الأمل الذي انفتح أمامه على مصراعيه.
يجب ألا نستسلم لليأس، وألا يكون في قاموس حياتنا، فالفرج قد يكون قريبا منا دون أن ندري، فعادة ما يكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح هو المناسب لفتح الباب، فلا تيأس بل اجعل الأمل قائم، فالآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء، ويصبح الانسان عجوزاً حين تحل الأعذار محل الأمل.
لا تتوقف عند أول شخص يخذلك، ولا تيأس ولا تستسلم، ولا تضع كل أحلامك في شخص واحد، ولا تجعل رحلة عمرك كلها لشخص واحد تحبه مهما كانت صفاته، ولا تعتقد أن نهاية الأشياء هي آية العالم، فليس الكون هو ما ترى عيناك، ولا تنتظر حبيبا باعك، ولكن انتظر من يضيء لك الحياة من جديد، ولا تحاول البحث عن حلم خذلك وحاول أن تجعل من حالة الانكسار بداية حلم جديد، فلما تخاف والشمس لا تظلم في ناحية إلا وتضيء في ناحية أخرى، فبدل أن تلعن الظلام، أوقد شمعة، وتأكد أن من الشروخ في حياتنا يدخل النور، فأجعل آمالك في الله كبيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة