محمود عبدالراضى

الأب واحة الأمان والأحاسيس الخالية من الأنانية

الأربعاء، 05 أبريل 2023 10:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أب" كلمة معناها كبير، لا تُشرح بكل ما تحمله اللغة من كلمات وحروف، فهو صاحب المشاعر والأحاسيس المتجدّدة الخالية من الكذب والأنانية والمصالح، الوحيد الذي يُعطي دون تفكير، أو مقابل، الوحيد الذي يُحبك أكثر من نفسه، ويتمنى لك الخير دون أنانية، وتبقى فرحة كتابة "اسمك قبل اسمه" سعادة لا توصف.

 

إذا كانت الأُمومة هي الحنان، فالأُبوة هي الأمان، وليس هناك مكان ينام فيه الطفل بأمان مثل غرفة أبيه، فالأب مصدر الأمان والاطمئنان، لدرجة أن وجود "أحذية الآباء" أمام بعض المنازل تمثل أمانا لقاطنيها.

 

نعرف قيمة الملح عندما نفقده، وقيمة الأب عندما يموت، فتتوقف الدنيا، ويشعر الإنسان مهما كبر سنه أنه "عريان"، وأن ضهره مكشوفا، تائها يسير بدون دليل، متخبطا يتحرك دون تفكير، يشعر أن الدنيا توقفت فلا طعم ولا فرح يدخل القلوب، ولا حب يسيطر على القلوب بعد حب الأب، فاستمعتوا بآباءكم في حياتهم، ولا تضيعوا ثانية واحدة بدونهم.

 

قبل عدة أيام زارني الحزن ودعاني إلى دنياه، بموت والدي، فضاق صدري بالهموم وتهت في غياهيب أحزاني، واحتجت إلى وطنٍ يحميني وصدرٍ يأويني، فناديتك يا أبي،  ناديتك بكلمة "أبي"، فلم أجد كلمةً تمحو ما فيا سواها، لم أجد دنيا تحتويني سواها، لم أجد صدراً يضمني إليه بعدك، فأنت نبع الحنان السامي، ونبع الحب الصافي.

 

رغم كبر سني إلا أني أبكيك شوقاً يا أبي، فاسرقيني أيتها المقابر، فالحياة قد ماتت بداخلي عندما مات أبي، فقد كانت الروح متعلقة به حدّ السماء السابعة، كما كانت متعلقة نبضات قلبي بقلبه، ونسمات الهواء بالروح، فاسرقيني فما الذي تبقي مني أنني بجسد بلا روح، وحتى ذلك الجسد عاجز، وليس معافى، اسرقيني فربما أنعم بالسلام بقبري، وربما ألتقي بفقيد قلبي.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة