امل الحناوى

رسالة إلى الرئيس السيسى

السبت، 08 أبريل 2023 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فخامة عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، تحية طيبة وبعد، أكتُب إليك _ وأنا أقف على قدمين ثابتتين _ وأنا مؤمنة بأنك القائد الذى لم يَسع _ يوماً _ لتولى الرئاسة بل نحن الذين وثقنا فيك، وطالبناك لتتقدَم الصفوف، وتقود البلاد فى أحرج الأوقات من تاريخ مصر، أبعث إليك برسالتى هذه بعد أن كتبتها وكُلى ثقة فى سعة صدرك وسماحتك وإنسانيتك، وأتمنى أن تصل إليك وتقرأها لأنها رسالة من قلبى وعقلى، ويعلمُ الله أنى أكتُب إليك وأنا مُتجرِدة من أيه أطماع أو مآرب شخصية، لأننى لم أعتد على التقرُب أو التوَدُد أو المُجاملة بل أننى _ دائماً _ أسعى لقول الحق فقط.
 
سيادة الرئيس، بِحُكِم عملى الإعلامى مُنذ ما يزيد على العشرين عاماً، وأنا مُتابعة للشأن الخارجى، أعرِف ما تم تخطيطه لإسقاط مصر، وأعلَم حجم المؤامرات التى تُحاك ضدنا، وأرصُد كل التحرُكات الهدامة التى تهدف لتركيع مصر .. فى أحداث 25 يناير 2011 كُنت أدعو الله أن يحفظ مصر وشعبها، ومَرَت الأيام الصعبة _ التى مازالت عالقة فى أذهاننا _ ودفعنا الثمن بعد أن عشنا الفوضى ورأينا الخوف فى عيون المصريين، ومَرَ عام 2011 بِكل جراحه وخسائره، لكننا نحمِد الله بأننا خرجنا من هذه الكَبوة بأقل الخسائر.. وحينما تَوَلت الجماعة الإرهابية السُلطة شعرتُ بأن الظلام عَم وانتشر وانقطع النور عن إُم الدنيا، شعرت بأن "مصر الحلوة" _ التى نعرفها _ لن تعود كما كانت فى السابق، "مصر الحلوة" بـ ( الأزهر والكنيسة والأهرامات وأبوالهول والنيل والفلاحين والصعايدة)، "مصر الحلوة" بـ ( جيشها وشرطتها وقضائها وإعلامها ودستورها وقانونها)، بَكيت، نعم بَكيت من الخوف على بلدى التى وقَعت فريسة فى يد مَن لا يؤتمن ومَن يشترون بآيات الله ثمناً قليلا، لكننى كُنت على ثقة بأن مصر محفوظة إلى يوم الدين، كُنت أرفع يَديّ للسماء وأطُلُب من الله بأن يرفع عنا هذا البلاء الذى أبتُلينا به ويُزيح عنا هذه الغُمة ويجعل لنا من أمرنا رشدا.. ونزلت للاعتصام أمام وزارة الدفاع _ مع جموع المصريين _ قبل 30 يونيو 2013 بأسبوع كامل، وكُنت أقول لنفسي: لم يعُد لنا إلا الوطن ولزاماً علينا التضحية من أجله، وأعترف: بأننى كُنت خائفة على مصير الوطن ومُستقبله، بالرغم مِن أننى أعلم بأن "المستقبل بيد الله"، لكن الخوف من المجهول تَمَلَكنى وكان سائداً فى قلوب معظم المصريين.. وفجأة تحول "الظلام" إلى "نور" وتحول "الخوف" إلى "طمأنينة" وتحول "المجهول" إلى "معلوم" بعد أن سَمعنا صوتك تقول أول جُملة فى خطابك فى (3 يوليو 2013) _ وهو اليوم الذى يوافِق تاريخ ميلادى، واحتفلت به أمام قصر الاتحادية مع جموع الشعب المصرى _ والتى مازال صداها يتردد فى أُذنى حينما قُلت نصاً (شعب مصر العظيم، إن القوات المسلحة لم يكُن فى مقدورها أن تَصُم آذانها أو تَغُض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب)، كان هذا اليوم هو أهم يوم فى حياتنا، وقتها عمت السعادة بيوت المصريين وعادت لنا "مصر الحلوة" التى نعرفها ونُحبها ونعشقها ونُغنى لها، والأهم أننا اكتشفنا أننا أمام وزير دفاع تتوفر فيه شروط الزعامة، وقُلنا إن الفريق السيسى مصرى أصيل شُجاع شَهم مِقدَام قوى الشخصية يُحسن التصرُف وقادر على اتخاذ القرارات المصيرية ولديه قدرة على تحمُل المسئولية.
 
سيادة الرئيس: بعد نجاح ثورة 30 يونيو العظيمة كُنت أظُن أننا وصلنا لنهاية الطريق، وانزاح حُكم الظلاميين، لكننى اكتشفت أننا فى بداية الطريق وعلينا السير فى طريق الإصلاح، كانت مصر وقتها مريضة وتحتاج للعلاج الحقيقي وليس العلاج بالمُسكنات، فقد تم استئصال الجزء الخبيث ولابد من العلاج لكى يتم التعافي، وأحمد الله بأننا خرجنا من هذه المحنة، واختارك الشعب وهتفوا باسمك ونادوا عليك لكى تقود البلاد وتتحمل المسئولية، جئت رئيساً بإرادة الشعب، وحققت الإنجازات، وأنجزت الكثير وشيدت مشروعات قومية يعجز معظمنا على سردها.
 
سيادة الرئيس: أعلم أن المسئولية ثقيلة، والمهام كثيرة، والضغوط أكثر، وأعلم أننا أمام تحديات تحتاج إلى "رص الصفوف"، لذلك أُجدد دعمى وتأييدى لك، وأقول لك: أعانك الله على مواجهة كل هذه المسئوليات والتحديات، فنحن شاهدنا دِول تتفتت، ودِول أصبحت مرتَعاً للإرهابيين، ودِول السلاح فيها يُباع فى الشوارع، ودول دخلت أتون الفتنة بجدارة، ودول تحكمها الميليشيات المُسلحة، ودِول فاشلة ودِول على مقرَبة من الفشل وهى الدول غير المُسيطرة على جزء من أراضيها.. وأحمد الله أننا لسنا كذلك بفضل قيادتك الحكيمة وجهود الجيش والشرطة، وأحمدُ الله أننا نعيش فى أمان بعد أن حاربت الإرهاب وشيدت المشروعات وحافظت على مصر من الضياع والإنقسام ، وحَوَلت المُر والمَرار الذى ذقناه فى أعوام 2011 و2012 و2013 إلى طمأنينة.
 
سيادة الرئيس: لم يُعد لدى إلا أن أقول لك: إننى أشد على يدك وأساندك وأُعضدك فى كل خطواتك داعية المولى عز وجل لأن يوفقك لما فيه خير لمصر والمصريين، وأقف بجانبك على الحلوة والمُرة مُومنة بأنك تسعى _ بكل ما أوتيت _ لتحسين حياة المصريين ونزع أى خوف ينتابهم، واستعادة مكانة مصر والحفاظ عليها رغم المخاطر ورغم الأوضاع الساخنة فى العالم ورغم الصِعاب إلا أننى كُلى ثقة فى الله بأننا سنعبر معك لبر الأمان، ونستكمل معك الطريق ولو كَره الكارهون.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة