محمود عبدالراضى

"عيد العمال".. صوت العمل أقوى من صوت الكلام

الإثنين، 01 مايو 2023 10:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمكن مواكبة العالم بالعمل لا بالتأمل، فاليد هي الذراع اليمنى للعقل، ومن ثم تحتفل دول كثيرة في العالم بعيد العمال في الأول من مايو من كل عام، ويكون عطلة رسمية في بعض البلدان كما هو الحال في مصر، وأصبح هذا اليوم بمرور الزمن رمزا لنضال الطبقة العاملة من أجل حقوقها.

يعود عيد العمال في أصله لعام 1869، إذ شكل عمال قطاع الملابس في فيلادلفيا الأمريكية، ومعهم بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم، منظمة "فرسان العمل"، كتنظيم نقابي يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل، واتخذ التنظيم من 1 مايو يوما لتجديد المطالبة بحقوق العمال.

وفى مصر كان هناك تراث عمالي مستقل للاحتفال بعيد العمال، بدأ في 1924، إذ نظم عمال الإسكندرية احتفالاً كبيرًا في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال ثم ساروا في مظاهرة ضخمة، ومع وصول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للسلطة والتأميم التدريجي للحركة العمالية، أخذت المناسبة شكلاً رسميًا وتم استيعابها، وفى عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية، يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام النقابيين وقيادات العمال.

العمل أبلغ خطاب، ولا شيء يجعلنا سعداء سوى أن نرى أنفسنا ونحن ننجز شيئاً ذا معنى، وعندما تحب عملك فإنك تمارسه بإحساس الفنان، وأفضل الإنجازات التي يمكن تحقيقها هي أن نضفي عنصر المتعة والتشويق إلى العمل

يجب أن نسعى ونجتهد ونعمل حتى نعيش في رغد من العيش، فمن المؤسف أن ترى بعض الشباب يتطلعون على الكافيهات، وآخرون يقضون معظم يومهم على الانترنت، دون مسئولية، ينتظرون أسرهم ينفقون عليهم، رغم تقدم سنهم، منتظرين المال يأتيهم حتى منازلهم، دون جهدا أو عناء، فيهب الله كل طائر رزقه، ولكن لا يلقيه له في العش، فالعمل يبعد عن الانسان ثلاثة شرور: "السأم، والرذيلة، والحاجة".

العمل لا يجلب المال فقط، ولكنه يجلب السعادة ويقضي على الملل والهموم، فعلاج آفة الملل كثرة العمل، ومن قصّر بالعمل ابتُلي بالهم، وعمل يجهد أفضل من فراغ يفسد، وغبار العمل، أفضل من زعفران البطالة.

ونحن نحتفل بعيد العمال، تحية لكل يد تعمل وتخلص وتجتهد، تحية للمكافحين من أجل قوت يومهم، وللطامحين في مستقبل أفضل لأبنائهم وذويهم، تحية لأيادي يحبها الله ورسوله، تعمل وتجتهد تواصل الليل بالنهار، لا تعرف الكسل، تحية للعمال في مصانعهم، وللفلاحين في حقولهم، وللموظفين في وظائفهم، ولكل يد تبحث عن رزقها بالحلال.

 

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة