أصيب أخي الأكبر بجلطة في الدماغ منذ حوالي شهرين، وأدت إلى حدوث شلل نصفي وعدم القدرة على الحركة كما كان سابقًا، تغير سلوكه بشكل جذري بعد إصابته بالجلطة وأصبح غير طبيعي في تصرفاته، يغضب باستمرار ويشتم وصدره ضيق لم يعد يحتمل أحدًا، لا يريد أن يمارس العلاج الطبيعي الذي نصحه به الأطباء، نصحنا أحد الأطباء بمحاولة عرض الأمر على طبيب نفسي للتقييم، وقال البعض إنه قد أصبح مريض نفسي نتيجة الإصابة الدماغية، نحن نحبه ونخدمه ولكنه لم يعد يقبل أحد ويريد أن يعيش وحده في الظلام ويتمنى الموت، فماذا نفعل من أجله؟
***
القارئ العزيز نقلنا استشارتك إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية، الذي قال: من أفضل ما يمكننا فعله تجاه مريض الجلطة هو الاستمرار في خدمته وتشجيعه وإظهار المحبة العملية له لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل، بالرعاية والاهتمام والاحتمال، وهذا شيء مهم وضروري لتحسن استجابته للعلاج والتأهيل.
التحسن في القدرة على الحركة أحيانًا قد يمتد لستة أشهر بعد الإصابة بالجلطة فأرجو عدم اليأس وطمأنته أنه يوجد أمل في تحسن القدرة الحركية لديه، وعلينا أن ندرك أن الجلطات قد تسبب إصابة في المركز المسئول عن الكلام في الدماغ ما يسبب عدم القدرة على الحديث بشكل واضح أو القدرة على إقامة حوار مع الآخرين كما كان سابقًا، ولكنه يدرك ويفهم ويشعر بمن حوله ولكن بتعبير كلامي أقل.
من المعروف أن الجلطات الدماغية مهما كانت شدتها تؤثر على النفس كما تؤثر على الجسد فلا يمكن فصل أحدهما عن الآخ، فالإنسان كيان واحد متكامل ومترابط ومن الطبيعي أن تسبب إصابات الدماغ تغيرًا ملحوظًا في النفس والسلوك.
أنا أعتبر أن أخوكم الآن هو أمانة ائتمنكم الله عليها وعلى رعايتها سيسألكم عنها فأرجو عدم الاستسلام واليأس مهما كانت استجابته غير مُرضية بالنسبة لكم ومهما كان شعوره باليأس فهو في حاجه شديدة إلى تقديم الدعم النفسي الإيجابي والاستمرار الدائم في تقديم المساعدة النفسية له.
علينا في بداية التقييم معرفة هل تأثرت ذاكرته أم لا فالأمر يختلف بحسب المنطقة المصابة من الدماغ وشدتها فيرجي تقييم الأمر أولًا مع الطبيب المعالج للأخ، وأعراض الاكتئاب التي تظهر بعد الإصابة بالجلطات هي تحدث لدى الكثير من الناس وتحتاج إلى الأدوية التي تعالج العصبية والقلق النفسي بعد معرفة ومراجعة الأمراض الأخرى التي يعاني منها كضغط الدم والسكر وبناءً على عمر الأخ الحالي، فأرجو المتابعة المباشرة مع طبيب المخ والأعصاب لكي يشرف على العلاج واعطائه ما يناسب حالته، ونشكر الله أنها تستجيب للعلاج بنسبة معقولة ويحدث تغيير إيجابي مع الاستمرار في تناول العلاج.
من ناحية الإرشادات النفسية السلوكية أرجو أن لا تجهدوه كثيرًا في أي نقاش ولا تنتهروه بل بمحبة تحتملوا بعضكم وتستمروا في العطاء مهما كان رد فعله تجاه ذلك، يحتاج إلى الراحة التامة والبعد عن مسببات الغضب والتوتر والمشاحنات. نحن نتعامل مع مرض يسبب ضعف في الحركة ومشاكل في الأعصاب وصعوبة في النطق واضطراب في النوم وعسر مزاج، تماسكوا كأسرة واحدة بمحبة والله سيعوض تعب خدمتكم. كثيرا من المصابين بالجلطات الدماغية يفقدون القدرة على التفكير المنطقي وموازنة الأمور بميزان الحكمة والعقل، فلا غرابة في ذلك وعلينا الاعتراف بالأمر وتقبله. ولكن بنعمة الله سيتحسن الأمر وسيتحسن سلوك الأخ بعد الاستمرار على العلاج والمتابعه. أرجو أن يستمر تقديم العلاج الطبيعي للأخ بدون يأس مع ترك الأمر للرب القدير الذي بيده كل أمر.
صـفحة وشوشة
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.