أيام تفصلنا عن تحرك ركب الحجيج للأراضي المقدسة، تلك الرحلة الروحانية، التي تتعطش لها القلوب، وتهفو لها النفوس، أملا في الطواف حول الكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة، وزيارة بيت الله الحرام، لا سيما مع الامتيازات الرائعة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن هذا العام، من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة والمتطورة لخلق أجواء رائعة ومناخ طيب للحجيج لأداء فريضة الحج بسهولة ويسر.
المسافرون للأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وهم يحزمون أمتعهم، عليهم ألا ينسوا الاحتفاظ بالأدوية الخاصة بعلاجهم بالتقارير والوصفات الطبية التي تُفيد استخدام تلك الأدوية بشكل شخصي وتحت إشراف الطبيب المعالج، وضرورة إبرازها لمأموري الجمارك فى منافذ الوصول للمملكة، مع الالتزام بالتعليمات الصادرة من الســـلطــات السعــوديــة بشـأن الإجـراءات الاحترازية والوقـائيـة المُقــررة الواجب إتباعها، والإفصاح عن المبالغ أو الأدوات القابلة للتداول أو المعادن الثمينة أو الأحجار الكريمة وما فى حكمها بما لا يتجاوز قيمته 10 آلاف دولار فقط، أو ما يُعادلها من عملات أجنبية أُخرى، والالتزام بتعليـمات وزارة الحج السعـودية بعدم التـصوير داخل الحرمين الشريفين بأي وسيلة مـن وسائل التصوير، والالتزام بالتعليمات والضوابط التي تُصدرها المملكة العربية السعودية بشأن الصلاة بالحرمين الشريفين والمشاعر المُقدسة.
ومع اقتراب انطلاق مواكب الحجيج، تحرص وزارة الداخلية على تقديم تسهيلات لحجاج بيت الله الحرام أثناء أدائهم المناسك المختلفة، من خلال توفير حجز بفنادق تطل على الحرم المكي والمدني مباشرة، مما يساهم فى تخفيف العبء عنهم أثناء التحرك، خاصة مع كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بتوفير كافة سُبل الراحة لضيوف الرحمن، وخلق مناخ طيب لهم لأداء المناسك بسهولة ويُسر.
وتوفر بعثة الحج عدد كبير من العيادات الطبية داخل الفنادق التى يقيم بها الحجاج المصريين، وذلك لفحص المرضى والأشخاص الذين يتعرضون لوعكات صحية مفاجئة، وصرف الأدوية لهم بالمجان، فضلاً عن توفير فريق طبى من قطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية مجهز بسيارة إسعاف لمصاحبة البعثة، وتقديم الخدمة الطبية للحجاج كبار السن فى مناطق سكنهم، سواء بمكة المكرمة أو بالمدينة المنورة، وكذلك التنسيق مع أطباء وزارة الصحة لتنظيم جلسات الغسيل الكلوى، وجلسات الكيماوى، للمرضى المحتاجين خلال أداء المناسك.
ولا تكتفى بعثة الداخلية بذلك، وإنما يتم الاتفاق مع علماء من الأزهر والأوقاف لشرح المناسك للحجاج وتعريفهم بها، والإجابة عن أية استفسارات قد تشغل بال الحاج طوال فترة الرحلة المقدسة، ويتم الاستعانة بالشرطة النسائية لمساعدة السيدات من كبار السن والمرضى فى أداء المناسك بسهولة ويسر، خاصة أثناء التحرك من مكان لأخر.
وفى منظومة متناغمة ومتناسقة تسابق وزارة الداخلية الزمن، وتطوع التكنولوجيا لصالح ضيوف الرحمن والتسهيل على الحجاج، ليس تسكينا وتفويجًا فحسب؛ ولكن منظومة كاملة تطبقها وزارة الداخلية لبعثة حجاج القرعة هذا العام ؛ تعتمد على متابعة ورعاية الحجيج صحيا ونفسيا وخلق مناخ طيب لهم لأداء العبادة بسهولة يسر، فبمجرد إعلان فوز الحاج فى حج القرعة، وعقب قيامه بالإبلاغ عن ظروفه الصحية، يقوم قطاع الخدمات الطبية بتسجيل بياناته كاملة والتنسيق مع السلطات السعودية ومتابعته طبيا ونفسيا للتأكد من حصوله على الخدمة الطبية المناسبة لحالته الصحية.
وتخصص بعثة الداخلية غرفة عمليات بالأراضى المقدسة لمتابعة أحوال الحجاج على مدار 24 ساعة وتتابع الحجيج منذ مغادرته مطار القاهرة الدولى حتى وصوله إلى الأراضى المقدسة، فى إطار توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بتسخير كافة الإمكانات لرعاية الحجيج نفسيا ودينيا وصحيا، ويتم ربط غرفة العمليات المركزية بمكة المكرمة مع الإدارة العامة للشئون الإدارية بوزارة الداخلية لمعرفة كافة البيانات عن الحجاج بدءا من مواعيد مغادرتهم من القاهرة وحتى وصولهم إلى الأراضى المقدسة وتسكينهم فى فنادقهم سواء بمكة المكرمة أو المدينة المنورة، فضلا عن تخصيص عدد من الضباط ليكونوا فى استقبالهم بمطار جدة أو الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة، وتناشد بعثة حج الداخلية دوما جميع ضيوف الرحمن، الالتزام بتعليمات بعثة الحج، التى هى جميعها فى صالحهم، لأنها تضمن راحتهم وسلامتهم وتمكنهم من أداء المناسك فى سهولة ويسر، وعدم الانشغال عن أداء الفريضة، والتركيز فقط على أداء المناسك.