من منا لا يحتاج للتعاون مع الآخرين؟ ، ومن منا يستطيع أن يعيش بمفرده بمعزل عن الأهل والجيران والأصدقاء؟، ومن منا يكون سعيدا إذا كان بمنأى عن الناس؟، إذا كنا جميعا ـ أنا وأنت ـ لا نستطيع ذلك، فعلينا أن نُعلي قيم التعاون، فكم نحن بحاجة اليها، تحتاجه الحُقول القاحلة، والمدارسُ الحزينة، والأسرُ المفكَّكة، والأحياءُ المتنافرة، والمناطق المتناحرة، والأُمم المتباغضة والمتنافسة، حتى نتعاون وننجح ونسعد.
النجاح سُلّم تتعدد درجاته، والتعاون هو الأرض الصلبة التي يقف عليها، ولن يكون للنجاح طعما إن لم يؤكل بملعقة المشاركة والتعاون، الذي يحول الجبال لذهب، فلا أحد يستطيع أن يعزف سمفونية لوحده، فهي تحتاج إلى فرقة لتعزفها، فمن الصعوبة بمكان أن يحقق شخص منا النجاح بمفرده، فالأمر يحتاج لمزيد من التعاون وانكار الذات.
تبقى دائما قوتنا في التعاون والترابط والتوحد، لا التفرق والتنافر والتباعد، فالعود محميٌّ بحزمته، ضعيفٌ حين ينفردُ، فاجتماع السواعد يبني الوطن واجتماع القلوب يخفف المحن، وبه نتغلب على الأيام الصعبة والظروف القاسية.
إذا كنا بحاجة ماسة لإنهاء المهام وانجازها، علينا أن نتعاون، فعمل الفريق يجزِّئ المهمة ويضاعف النجاح دائماً، بينما في اختلاف الأخوة فرصة للمتربصين، وفي اختلاف الأصدقاء شماتة الأعداء.
لا شيء يجعلنا نشعر بالعظمة الكامنة داخلنا أفضل من الرغبة في مساعدة الآخرين وخدمتهم والتعاون معهم، وانكار الذات، فنشعر براحة وسلام داخلي يطمئن القلوب، فعندما تُمطر سحابة التعاون على حقول النُّفوس، فإن زهور العطاء تنبتُ في الأكف الصَّادقة التي لا تَفتأُ تُصافح بعضُها بعضًا، فتعاونوا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة