تحدث أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي عندما يهاجم جهاز المناعة جسمه عن طريق الخطأ، و في التهاب المفاصل الروماتويدي، ينتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة تطلق هجومًا على بطانة المفاصل، مما يؤدي إلى الألم والتورم وتآكل العظام وتشوه المفاصل.
أكثر أنواع الأجسام المضادة انتشارًا في أجسامنا هو الغلوبولين المناعي G (IgG). IgG وهو قوي وقادر بشكل فريد على ربط الجزيئات الغريبة بالخلايا المناعية الأخرى في الجسم وبدء الاستجابة الالتهابية.
و من ناحية أخرى، عندما يتم إعطاء IgG من الأشخاص الأصحاء عن طريق الوريد لشخص مصاب بأمراض المناعة الذاتية، فإنه يمكن أن يمارس تأثيرًا مضادًا للالتهابات، وفي الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، يبطئ التدمير الذاتي للعظام والغضاريف.
تم استخدام هذه التقنية بشكل كبير في البيئة السريرية، حيث تم توظيف IVIg لعلاج مجموعة متنوعة من أمراض المناعة الذاتية والالتهابات على الرغم من أنه لم يكن معروفًا كيفية منع IgG للالتهاب، مما دفع الباحثين من جامعات إرلنغن نورنبيرغ وأولم وفورتسبورج إلى دراستها بمزيد من التفصيل.
باستخدام نموذجين من الفئران من التهاب المفاصل الروماتويدي، ونموذج الجسم المضاد الذاتي ونموذج السيتوكين المؤيد للالتهابات، اكتشف الباحثون على المستوى الخلوي والجزيئي، المسارات المتميزة المسئولة عن رد الفعل الالتهابي الإيجابي الذي شوهد بعد حقن IVIg.
السيتوكينات المنشطة للالتهابات هي جزيئات تفرز من الخلايا المناعية التي تسبب الالتهاب أو تزيده. ولكن يمكن أن يؤدي الإفراط في إنتاج السيتوكينات المنشطة للالتهابات إلى الحاق الضرر بالجسم.
من جهته، قال فالك نيميرغان، باحث في الدراسة، إن "تنكس العظام الناجم عن التفاعل الالتهابي يؤدي إلى تلف شديد في المفاصل لدى مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي"، مشيرًا إلى أن "نتائج الدراسة تظهر الآن ولأول مرة كيف يتم قمع هذه العملية الالتهاب الروماتويدي على المستوى الجزيئي بواسطة الأجسام المضادة."
كان الاكتشاف المفاجئ للباحثين هو أن الجزيئات المرتبطة عادةً بمكافحة مسببات الأمراض، مثل البكتيريا والفطريات، تلعب دورًا رئيسيًا في تأثير IVIg المضاد للالتهابات.
ففي الفئران التي تفتقر إلى المستقبلات التي تتعرف على المستضدات الذاتية وغير الذاتية (الجسيمات الغريبة المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة)، لا يستطيع IgG الحماية من الالتهاب وفقدان العظام.
ويقول الباحثون إن نتائج الدراسة مهمة لتطوير علاجات جديدة لأمراض المناعة الذاتية والالتهابات ومن المقرر أن تتحقق مزيد من الدراسات، التي تستخدم نماذج الفئران المتوافقة مع البشر، من صحة النتائج في سياق جهاز المناعة البشري.