حازم صلاح الدين

الشركة المتحدة.. مسؤولية السينما كبيرة والدعم ضرورى

الأربعاء، 24 مايو 2023 02:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كيف نحمى صناعة السينما من الانقراض.. وكيف ننهض بها؟ .. وغيرها من الأسئلة فى هذا الملف يطرح نفسه دائمًا، لما يحمله الفن من أهمية كبيرة فى توعية مجتمعية وحماية مستقبل أبنائنا.

أتذكر عندما سألت الكاتب الصحفى الكبير الراحل الدكتور محمد السيد سعيد عن أسباب تراجع دور السينما فى مجتمعنا، رد قائلاً: "اهتمامى بالسينما محصور فى أنى أشاهدها، لكن الأهم من ذلك دعم نضال المبدعين السينمائيين لإنهاض صناعة السينما والإبداع السينمائى فى مصر".

أصاب الدكتور محمد السيد سعيد الوصف فى وجهة نظره، لذلك يجب علينا حينما نرى كيان كبير مثل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، يسعى جاهدًا إلى تطوير المنظومة الفنية على جميع مستوياتها أن نقف خلفها وندعمها بقوة، خصوصًا بعد أن شاهدنا الاختلاف الكبير والجذري فى أطروحات الأفلام السينمائية والمسلسلات والبرامج الإعلامية التى تقدمه الشركة خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى التعاون المثمر مع شركات الإنتاج، للارتقاء بجودة المحتوى الفني بما ينعكس بدوره إيجابيا على صناعة الإعلام والترفيه فى مصر.

كلنا شاهدنا نجاح الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فى عمل توليفة حلوة على مدار العامين الماضيين تحديدًا، سواء فى دراما رمضان أو إنتاج أفلام سينمائية ضخمة، ناهيك عن تدشين قطاع للإنتاج الوثائقى، وتأسيس أول قناة وثائقية مصرية، وتأسيس القاهرة الإخبارية، وغيرها من الإنتاجات البارزة الأخرى.

هنا أركز على السينما أكثر، لكونها إحدى أهم الأدوات التى تحمى وجدان الشعب ضد الإرهاب والتطرف وتؤثر فى وجداننا جميعًا، وتزيد من الإحساس بالجمال، لأن أى شعب يكون عرضة للخطر حين يفقد إحساسه بالجمال والإبداع، ويسهل تحوله إلى العنف والكراهية، وهى العوامل التى أدى تجاهلنا لها فى سنوات فائتة إلى تدهور السينما ووصولها لمنحدر خطير بعد تفشى ظاهرة أفلام البلطجة، فى كل الأماكن ومحاصرتها لأبنائنا.

المعروف أن هناك أنواع كثيرة للسينما تحت مسميات عديدة، مثل:

"سينما الأفلام التجارية"، التى يحقق غالب أفلامها إيرادات.

"سينما المهرجانات والمثقفين"، التى يتم إنتاجها خصيصًا للمهرجانات العالمية، وصفوة المثقفين والمفكرين من الجمهور، لكنها لا تحقق إيرادات كبيرة.

"سينما الواقع"، التى تحاكى مجتمعنا البسيط وقضاياه.

بكل تأكيد أن التنوع الفنى مطلوب، لكن عند خروج القطار عن القضبان تحت مسميات حرية الإبداع والرأى، رغم أن ذلك حق مكفول للجميع، إلا عندما يصل الوضع إلى تهديد استقرار مجتمع، فلابد من وقفة لتصحيح المسار.

كان السؤال الأزلى هنا: هل الجمهور هو السبب فى تدنى الذوق العام أم المخرجون والمؤلفون والمنتجون هم السبب؟!

في رأيى أن المسؤولية مركبة، بمعنى أن بعض الجماهير وضعت نفسها فى قالب محدد للاختيارات، وهو ما جعل "التجار" وليس المنتجين الحقيقيين يبحثون عن الكارت الرابح عبر إنتاج أفلام "الهلس"، هذا ما يخص الجمهور، أما بالنسبة للمخرجين والمؤلفين، فهناك البعض يحاول الاستعانة بأفكار جديدة ومختلفة للارتقاء بأذواق الجمهور، لكن معظمهم يقع فى "فخ" السقوط بتناول قضايا فلسفية خارج حدود المنطق أحيانًا، نظرًا لاستخدام تشبيهات لا يفهمها سوى المثقفين، مما يجعل الجمهور العادى يعزف عن المشاهدة.

بطبيعة الحال كل ذلك أدى لغياب الثقافة والذوق العام عن غالبية الجماهير التى أصبحت تبحث عن "الصورة"، أيًا كانت هذه الصورة، أكثر من البحث عما هو خلف الصورة أو مضمون العمل الفنى، حتى ظهر المصطلح الشهير "إنت عايز فيلم قصة ولا مناظر"، ووصل المنحدر الآن إلى أسوأ حالاته بظهور أفلام لا يصلح لها سوى إطلاق اسم "سينما البلطجة"، فقد أصبح هذا بمثابة الحل السحرى للبعض لاستقطاب الجمهور، وتحقيق الأرباح، دون النظر للمصلحة العامة، والتأثير السلبى على المجتمع بأكمله، وكلنا نرى مدى تأثير هذه النوعية من الأفلام على المراهقين الذين يتسابقون لتقليد البطل ويرقصون فى الشوارع بـ"السنج والمطاوى" ويتحرشون بالبنات وغيرها من المشاهد غير المقبولة فى مجتمعنا.

إذن ما تفعله الشركة المتحدة من السير فى اتجاه التطوير ومراعاة الوضع المجمتعى، يجعلنا  أمام مسؤولية كبيرة يجب أن نشارك فيها، فالأمر ليس متعلقاً بحرية التعبير والرأى كما سيتحدث البعض، فنحن نواجه هجمة تستهدف تدمير مستقبل أولادنا، والأجدى هنا لصناع السينما السعى وراء إنتاج قصص وبطولات حروب مصر عبر التاريخ، لأن شهداء الجيش والشرطة يحتاجون أكثر من عمل سينمائى، وهذه الأعمال مهمة لأن هذه الفترة ذات قيمة تاريخية يلجأ إليها الناس الآن مقابل بعض القيم الأخرى التى لا يشعرون بها، وذلك بجانب البحث عن قصص اجتماعية مفيدة.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة