في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعى، أضحى الكثير يقع فريسة لما يسمى بالتريند أو ما يُعرف بـ"الهاشتاج"، لدرجة أنه أصبح وسيلة وأداة للشهرة والتربح حتى وعلى حساب الأعراف والتقاليد المجتمعية أو على حساب الثوابت الوطنية والأخلاقية، غير أن هذه الظاهرة أصبحت نمطا من أنماط حروب الجيل الخامس يتم استخدامها في الترويج للتوجهات المعادية من أجل تهييج الرأي العام، وإثارة حالة الاعتراض وعدم الرضا على مستوى الحياة أو الحياة بشكل عام مما يؤثر سلبًا على النسيج المجتمعي، ويضعف من الانتماء والولاء للأفراد تجاه وطنهم.
وأخطر تداعيات هذه الظاهرة - فى اعتقادنا - هو التأثير السلبي على خلخلة الأعراف والتقاليد المجتمعية، فشيوع بعض "الترندات" التي تستهدف مثلا، الموضة العالمية دون مراعاة للقيمنا المجتمعية، أو تستهدف الحرية المطلقة للأفراد سواء في التحدث أو التعبير عن الرأي بلغة سمجة مبتذلة، أو تستهدف تحرير العلاقة بين الشاب أو الفتاة تحت ذريعة الحياة الشخصية، فكل هذا يساهم قطعا في كسر القوالب الاجتماعية لتصبح واقعًا شيئًا فشيئًا، في ظل انهيار منظومة القيم من ناحية وغياب دور المدرسة والأسرة والمجتمع من ناحية ثانية.
وقد يقول قائل، إن ظاهرة التريندات لها العديد من الإيجابيات، مثل مساهمتها في الإسراع فى عقاب جناة قد مارسوا جريمة ولولا هذا التريند لفلتوا من العقاب والأمثلة كثيرة، أو دورها في تشجيع بعض النماذج المشرفة في المجتمع كما نراه في رصد نماذج إيجابية مثل الشاب الذى أعاد مالا عثر عليه لمالكه، نعم هذا إيجابى، لكن الإشكالية حقا، أن استخدام التريند بشكل سلبى هو الأكثر والأخطر، خاصة أن أصحابه يستهدفون التعارض مع الفطرة الإنسانية السليمة ما يضع المجتمع أمام تحدٍ خطير وهو تزييف الوعى وخلق صور ذهنية غير سوية في عقلية الأفراد.. لذا يجب على "المؤسسات والأفراد" دق ناقوس الخطر لمواجهة تلك التحدى، وإلا سيكون الثمن غاليا في ظل زيادة كبيرة لمعدل انتشار الإنترنت في مصر، حيث بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في مصر 71.9% من إجمالي السكان بـ2022 - وفقا لتقارير إعلامية -، ما يعنى أن المواجهة يجب أن تكون سريعة ومواكبة لهذه الزيادة..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة