من منا لا يُعاني أحيانا من ضغوط الحياة المختلفة؟، ومن منا لا يبحث عن ساعات من الصفا و"الروقان"؟، ومن منا لا يريد أن يتجرد من مشاكله ويستمتع بوقته؟، إذا كنا جميعا ـ أنا وأنت ـ نبحث عن ذلك، فلنبحث عن الأداة التي تحقق لنا السعادة، من خلال مجالسة المريحون نفسيا.
نعم، ابحثوا عن هؤلاء الأشخاص الذين يشبهون البحر، تزورهُم كلما ضاق بالآلام صدرُك، ولا تُغادرهُم إلا وقد زال همُّك، فتمضي مبتسماً راضياً، على الرغم من أنك لم تتحدث إليهم ولم تبُح لهُم بشيءٍ من كل ما يُحزنُك.
اجلسوا مع المريحين نفسيا، الذين "يطبطبون" على قلوبكم وقت الأزمات، ويحولون الألم لأمل، والحزن لسعادة، عندهم "الكُره" يرتجف أمام الحبّ، والحقد يهتز أمام التسامح، والقسوة ترتعش أمام الرقة واللّين.
جالسوا المريحين نفسيا، الذين يسعدون أيامكم، يسقون شجرة الصداقة بماء المحبة والوفاء والإخلاص، فسلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا.
ابعدوا أنفسكم عن هؤلاء الذين يصدرون لكم طاقات سلبية، لا يخلو حديثهم عن التشاؤم، ولا تعرف قواميسهم مصطلحات الأمل والتفاؤل، ولا تخلو قلوبهم من الحقد، فتكلفهم الكراهية أكثر من الحب، لأنها إحساس غير طبيعي، إحساس عكسي مثل حركة الأجسام ضد جاذبية الأرض، تحتاج إلى قوة إضافية وتستهلك وقوداً، فارحموا أنفسكم منهم، وابحثوا عن المريحين نفسيا، من تستريحون لهم ويستريحون لكم، فالعمر قصير فاستغلوه في السعادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة