كشفت دراسة مناخية جديدة عن أن الرطوبة الشديدة وارتفاع درجات الحرارة فى مناطق الشمال الشرقى من الولايات المتحدة من المتوقع أن تسجل زيادة بنسبة تصل إلى 52 بالمائة بنهاية القرن الحالى.
وكشفت الدراسة - التي نشرت في دورية "التغير المناخى"، التي تصدرها كلية "دارتموث" بولاية "نيو هامبشير" الأمريكية - أن التغيرات المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية تتسبب في ارتفاعات كبيرة لدرجات الحرارة الناتجة عن زيادة تبخر المياه، الأمر الذي ينتج عنه ارتفاع نسبة الرطوبة إلى مستويات غير مسبوقة.
وذكرت الدراسة، نقلا عن الباحث الأمريكي كريستوفر بيسكارد المشارك في الدراسة مع مجموعة من الباحثين في علوم الأرض والمناخ، أنه بزيادة معدلات الرطوبة، فإنه من المتوقع أيضا زيادة في معدلات سقوط الأمطار الكثيفة، بالإضافة إلى المزيد من ذوبان الجليد مع تكرار مثل هذه الظواهر.
وأوضحت الدراسة أن فصل الشتاء والربيع سيساهمان بشكل كبير في زيادة نسبة الرطوبة المتوقعة، وهي 52 بالمائة في المناطق الشمالية الشرقية في الفترة ما بين عام 2070 إلى عام 2099، مضيفة أنه حدث بالفعل زيادة بنسبة 50 بالمائة في مستويات الرطوبة الشديدة خلال الفترة ما بين 1996 إلى عام 2014، وهذه المعدلات مرتبطة بالتغيرات المناخية الكبيرة التي تحدث في تلك المناطق.
وأوضحت أن الولايات الواقعة في تلك المناطق هي: "مين، ونيو هامبشير" وغرب فيرجينيا، وماساشوستس، ورود أيلاند، ونيوجيرسى، ونيويورك، وبنسلفانيا، وميريلاند، وديلاور، وواشنطن"، لافتة إلى مخاطر هذه المعدلات المرتفعة للرطوبة، ومن بينها الوفاة وتهديد البنية التحتية والبيئية نتيجة الطقس السيئ والأمطار الشديدة المتكررة.
وأوصت الدراسة بضرورة التخطيط الجيد لما سوف تسببه الفيضانات المتوقعة الناتجة عن ذلك، بالإضافة إلى حدوث الانهيارات الأرضية وتأكل التربة، داعية إلى تبنى سياسة للإدارة الجيدة لبناء الطرق والكبارى وغيرها من المنشأت الحيوية لتجنب حدوث أى كوراث في المستقبل.
وقارنت الدراسة بين نماذج مناخية أخرى، مبينة أن النتائج جاءت متوافقة بشكل كبيرة مع توقعات الطقس وارتفاع معدلات الرطوبة في مناطق أخري بلغت نسبتها ما بين 58 إلى 169 بالمائة.