وقال زيلينسكي - خلال مؤتمر صحفي في المحكمة الجنائية الدولية عقد بمدينة المجرية لاهاي الهولندية- إنه لا يوجد سبب منطقي لإرجاء الأمر توفير الطائرات، مضيفا "نحن نتعاون ونثق في بعضنا البعض ومعا نجعل أوروبا قوية حقا".

وأعرب عن شكره لممثلي الدوائر العامة والسياسية والخبراء في لاهاي على اهتمامهم واحترامهم لأوكرانيا. 


وأضاف: "أدت الجريمة الوحيدة التي ارتكبتها روسيا، وهي جريمة العدوان، إلى ارتكاب بقية الجرائم. يجب أن تكون هناك محاسبة على هذه الجريمة ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال المحكمة. نريد مواصلة تقليد العقوبة الالزامية لمثل هذه الجرائم كضمان لعدم تكرار مثل هذا العدوان".


وأشار إلى أن النقاشات مع المسئولين في وقت لاحق اليوم ستركز على علاقات أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، داعيا طرح عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي "ناتو" على جدول أعمال قمة الناتو المقبلة المقرر عقدها خلال شهر يوليو المقبل بالعاصمة الليتوانية /فيلنيوس/.


وأكد زيلينسكي إلى أنه موجود في لاهاي من أجل استعادة السلام والعدالة، مشددا على مطالبه المتعلقة بالمزيد من المساعدات العسكرية.


كما أوضح زيلينسكي أن إنشاء محكمة دولية شاملة اليوم مهم للغاية بالنسبة لأوكرانيا وللعالم بأسره ولجميع الشعوب من أجل العدالة، من أجل الأطفال والمستقبل.


كما أعرب عن امتنانه لهولندا وبلجيكا على قيمها المشتركة في أوروبا وعلى العقوبات التي فرضتها على روسيا، لافتا إلى أن الأمر المهم في الوقت الحالي هو تسليم ما تم التعهد به للجنود الأوكرانيين في أسرع وقت ممكن.


وختم الرئيس الأوكراني كلمته داعيا إلى فرض عقوبات أقوى ضد روسيا ومصادرة أصولها وإعادة إعمار الخراب، وطلب استعادة "القوة الكاملة للميثاق الإنساني والقانون الدولي. 


وبسؤال زيلينسكي بشأن إمكانية منح عضوية حلف الناتو لأوكرانيا، أجاب "نحن على يقين وندرك أننا لن نكون في الناتو خلال الحرب لكن لدينا رسالة واضحة للغاية أننا سنكون في الحلف بعد الحرب".


وبسؤال الرئيس الأوكراني عن الهجوم الذي تستعد له بلاده، رد زيلينسكي قائلا إن أوكرانيا تستعد لشن هجوم مضاد وأن الجيش يقوى كل يوم.


كما أعرب عن رغبته في استغلال كل الأموال الروسية التي تم مصادرتها في بلجيكا من أجل في إحياء بلاده، وإعادة إعمار المدارس والكنائس والمتاحف وشبكة الطاقة المدمرة.


وفي سياق متصل، صرحت نائبة رئيس وفد المملكة المتحدة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ديردري براون، اليوم الخميس، بأن القيادة الروسية ليست جادة بشأن إنهاء الحرب وتحقيق السلام في أوكرانيا. 


وقالت: "في الأسبوع الماضي، جادل الاتحاد الروسي بأنه يريد أن يرى السلام في أوكرانيا، سمعنا الممثل الروسي يتحدث عن الفرص الدبلوماسية الضائعة التي تقاس في حياة البشر ومعاناتهم، لكن أوضحت روسيا لنا في الفترة التي سبقت بدء عمليتها العسكرية الشاملة لأوكرانيا أنها لم تكن جادة في الانخراط في الدبلوماسية وركزت فقط على الخداع وتعزيز طموحاتها الإقليمية". 


وأضافت "إذا كانت روسيا تريد السلام، فلن تستهدف البنية التحتية المدنية الحيوية في أوكرانيا ولم تكن روسيا لتسيطر بشكل غير قانوني على محطة الطاقة النووية زاباروجيا مما يعرض موظفيها لمعاملة مروعة ويزيد من خطر وقوع حادث نووي يمكن أن يهدد مواطني أوكرانيا والدول المجاورة".


وتابعت نائبة رئيس وفد المملكة المتحدة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا "إذا كانت روسيا جادة بشأن السلام، فإنها ستثبت التزامها بمبادرة حبوب البحر الأسود، التي ساعدت على استقرار أسعار الغذاء العالمية وتخفيف أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بشدة بسبب العملية العسكرية الروسية".


واختتمت براون بيانها بالقول: "طالما استمر العدوان الروسي، فإن المملكة المتحدة ستنتهز كل فرصة للضغط على روسيا وستدعم أوكرانيا لحماية سيادتها والدفاع عنها".


وفي باريس، قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر، إن فرنسا تدين بأشد العبارات الضربات الصاروخية الروسية الجديدة والطائرات المسيرة وكذلك استمرار القصف الروسي للأراضي الأوكرانية بأكملها في الأيام الأخيرة الماضية، خاصة في مدن كييف وأوديسا وخيرسون وزابوريجيا بوابل من الصواريخ و الطائرات المسيرة. 


وأوضحت المتحدثة أن الضربات وعمليات القصف استهدفت مجددا وعمدا أهدافا مدنية، وأوقعت إصابات في صفوف السكان المدنيين. حيث أسفر قصف البنى التحتية المدنية في مدينة ومنطقة خيرسون، عن مقتل 21 شخصا وإصابة 48 آخرين، وفقا لتقدير أولي للسلطات الأوكرانية. وأكدت أن هذا الاستهداف للبنية التحتية الأوكرانية والمدنيين يؤكد رغبة روسيا الواضحة في مواصلة تصعيد عملياتها العسكرية في أوكرانيا.


وأشارت إلى تصريحات وزيرة الخارجية كاترين كولونا والتي أكدت مرارا أن هذه الأفعال غير المقبولة تشكل جرائم حرب ولايمكن أن تمر دون عقاب. 


وأكدت أن فرنسا ستواصل تقديم الدعم للمحاكم الأوكرانية والمحكمة الجنائية الدولية من أجل مكافحة الإفلات من العقاب على هذه الجرائم. كما ستواصل دعمها العسكري والمدني لتعزيز صمود أوكرانيا طالما كان هذا ضروريا. 


وفي واشنطن، رجحت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز عدم تستخدم روسيا أسلحتها النووية، مما يشير إلى التزام موسكو بضبط النفس في أوكرانيا.


وقالت المسؤولة الأمريكية في تصريحات أوردتها قناة "الحرة الأمريكية" مساء اليوم /الخميس/، إن تقييم الاستخبارات يفيد بأنه أمر غير مرجح للغاية استخدام روسيا للأسلحة النووية .