كُنت ضمن الحاضرات فى الجلسة الافتتاحية لـ"الحوار الوطنى"، وبصراحة: ظللت لفترة - ليست بالقليلة - أنظُر لعدد كبير من الحاضرين والحاضرات، لم أكُن أتوقع حضور كل هؤلاء السياسيين والحقوقيين والمعارضين فى "الحوار الوطنى"، ألتفت يمينًا فأجِد "قيادات أحزاب الوفد ومستقبل وطن وحُماة الوطن والشعب الجمهورى والمصريين الأحرار والدستور والعربي الناصري والتجمع، فيطمئن قلبي، التفت يسارًا فأجِد "جمال عبد الرحيم وطارق العوضى وجميلة إسماعيل وأنور عصمت السادات" فيطمئن قلبي، ألتفت أمامى فأجد قامات سياسية كبرى من الوزن الثقيل مثل "عمرو موسى وحسام بدراوي وعلى الدين هلال وفريدة الشوباشي وحازم عمر وجودة عبد الخالق" فيطمئن قلبي، التفت خَلفي فأجد "شباب تنسيقية الأحزاب وشباب 25 يناير ومؤيدي 30 يونيو" فيطمئن قلبي، عيني تَلمح "مرتضى منصور وأشرف زكى ومحمود الخطيب ومشايخ سيناء وقيادات حزب النور" فيطمئن قلبي.. شَعرت أن كل فئات الشعب المصري متواجدين وحاضرين ومُتفاعلين وكلهم شغف للمشاركة فى حوار بَناء لخدمة الوطن والمشاركة فى حل قضاياه.. فجأة وَجَدت نفسي أقول: "مصر" كلها فى الحوار الوطنى، الحوار الذى يضع خارطة طريق نحو الجمهورية الجديدة.
بدأت الجلسة، وشاهدنا كلمة مميزة للرئيس السيسي ودشَن فيها شعار الحوار الوطني وقال: إن الاختلاف فى الرأى لا يُفسِد للوطن قضية، وهذه الجُملة التى تُلَخِص أهمية الحوار وحتميته، ودعونا نقول: إن الحوار مطلوب بين أبناء الوطن مؤيدين ومعارضين، لا تَفرِقة ولا تمييز، فـ صلابة الجبهة الداخلية وتماسُكها شيء مهم وحتمى وضرورى فى هذه الأوقات التى تعيشها مصر، فـ الاستماع لكل السياسيين وقيادات الأحزاب والحقوقيين والرموز شيء مهم وحتمى وضرورى، فـ البحث عن أفكار جديدة لدى أبناء الشعب والمهمومين بقضاياه شيء مهم وحتمى وضروري، فـ لم شمل الفُرقاء السياسيين وطرح رؤاهم وآراءهم ووجهات نظرهم فى قضايا الأمة شيء مهم وحتمى وضرورى.
والأهم: كانت كلمة عمرو موسى بمثابة الحَجَر الذى تم إلقاؤه فى المياه الراكدة، البعض له علامات استفهام حول بعض نِقاطها والبعض الآخر يُؤيدها لكننى فى النهاية وجدتُ أنها كلمة - فى مُجملها - مُهمة من سياسي مُهم ولابد من وضعها فى الاعتبار على أنها بمثابة رؤية وطنية خالصة تضم بعض النصائح التى قالها بِحُسن نية وطيب خاطر وطمعًا في المساهمة فى الإصلاح الذى نتمناه جميعًا بالرغم من أن لدى بعض المُلاحظات عليها، فنحن نتحاور لتحقيق الأصلح.. دعونا نتفِق على أننا فى مَركِب واحد وسلامة المركِب تَهِمُنا وكُلنا يريد الوصول بهذا المَركِب لِبر الأمان، ولذلك كان لابد من الاستماع لكل الآراء وتقبُلها مهما كانت.
تأمين الجبهة الداخلية "مهم جدًا"، مُساهمة جميع أبناء الوطن - دون تَفرِقة - فى الحوار "مهم جدًا" ، فرض الرأى الواحد وعدم الاستماع للرأى الآخر "مرفوض"، الاستفادة من خبرات قيادات الأحزاب "مطلوب"، سِعَة صدر الحكومة وتَقَبُلها لكافة الآراء "يُحسَب لها"، الصورة التى ظهر بها الحوار الوطنى "مُبهِرَة ونُحسَد عليها"، استعداد الحكومة للاستفادة من كل الأطروحات الجادة التى قدمتها الأحزاب "شيء إيجابى"، البحث عن نقاط اتفاق ومساحات مشتركة "ديمقراطية نسعى لها.
ضياء رشوان رئيس مجلس أمناء الحوار الوطنى والمستشار محمود فوزى رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطنى، ساهما فى سلاسة "الحوار الوطنى" ونجاح جلساته.. ولهذا أقول: طريقنا نحو الجمهورية الجديدة مفروش بالآمال والأحلام والأمنيات الجميلة لوطننا الحبيب، طريقنا نحو الجمهورية الجديدة يحتاج تماسُك جبهتنا الداخلية وسواعِدنا القوية.. فـ يا عزيزى كُلنا مصريون ونريد الخير لمصر، فـ على بركة الله نتحاور من أجل الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة