نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة، اليوم الأحد، جلسة نقاشية بعنوان "الاتصال المؤسسي وعلاقته بالميتافرس والذكاء الاصطناعي"، بمشاركة نخبة من الأكاديميين وأساتذة الإعلام المصريين والعرب وعدد من الممارسين والعاملين بالمجال الإعلامي، وذلك ضمن فعاليات اليوم الأول للمؤتمر العلمي الدولي للكلية في دورته الثامنة والعشرين، بعنوان "صناعة المحتوى الإعلامي في العصر الرقمي: الآليات والتحديات"، تحت رعاية الدكتور عثمان الخشت رئيس الجامعة، وبرئاسة الدكتور حنان جنيد عميد الكلية، وإشراف أ.د وسام نصر وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر.
ترأس الحلقة النقاشية الدكتور محرز حسين غالي أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فيما قام بالتعقيب على كلمات المشاركين الدكتور أحمد خطاب أستاذ العلاقات العامة والإعلان بالكلية.
وأشاد محرز غالي، بإختيار موضوع الحلقة حيث أن الإتصال المؤسسي هو نشاط ممارس بالفعل داخل المؤسسات الحكومية أو غيرها، موضحا أن هناك شكوى دائمة بين الجمهور والمؤسسات الحكومية لأنه يغلب عليها أحادية الاتجاه، وخاصًة تجاه ما يقدم من نشاط اتصالي وحكومي وقياس الفعل ورد الفعل من المؤسسات الحكومية الرسمية، وهو ما يعول على الأكاديمين والمهتمين بتطوير نظريات الإتصال المؤسسي الفعال.
.
وأضاف دكتور خالد عبد الجواد، عميد شعبة الإعلام بالأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام، أن كل ما يتعلق بالاستثمار في التكنولوچيا أمر في غاية الأهمية ، لافتا إلى أن نسبة الإستثمار التكنولوجي في العام الأخير وصلت إلى 77 مليار دولار مقارنة ب 66 مليار دولار في 2022م، مشيرا أن التطور التكنولوجي يثير المخاوف بشأن إنتهاك الخصوصيات وحماية الأمن المعلوماتي الأمر الذي تنبهت له بعض الدول وأهمها إيطاليا.
وفي السياق ذاته أشارت عواطف عبد الرحمن أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة،إلى أن الذكاء الاصطناعي جعل الجمهور شريكا بدلًا من مجرد متلقي وعضو فاعل في صناعة المحتوى، إلا أن السلبيات في هذا الشأن تتعلق بإنقسام الأكاديميين والمنظرين إلى تيارين الأول يؤمن بالحتمية التكنولوچية وهذه الحتمية ستؤدي إلى فتح المجال وإختراق المعلومات، أما الرؤية الثانية تتبنى خطاب نقدي تجاه ما فرضته مبادئ الحتمية الإلكترونية على البيئة الإتصالية .
ومن جانبها، قالت الدكتورة هويدا مصطفى أستاذ بقسم الإذاعة والتلفزيون بالكلية وعميدة كلية الإعلام بجامعة فاروس، أن موضوع الجلسة قضية مثارة على الساحة، وذلك نظرا لاثارها السلبية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة اصدرت بيانا عن مخاطر الذكاء الاصطناعي
وأوضحت عميد الإعلام بجامعة فاروس أن الذكاء الإصطناعي في مصر لايزال في مرحلة الإنتشار على نطاق محدود وتواجهه عدة تحديات تشريعية.
وعلى صعيد آخر، قالت الدكتورة حنان يوسف، عميد كلية الإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والنقل البحري، أن هناك تراجعا وجمودا في الاتصال الحكومي، ولا يتعدى البيانات التقليدية مشيرة إلى أنه لا توجد مؤسسة حكومية تستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي ، وليس هناك آلية للتدريب لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحكومية، ونوهت إلى أن الإتصال المؤسسي في مصر يحتاج إلى صناعة للمعنى لا صناعة المحتوى حيث يوضع المعنى في سياق اجتماعي .
وعلى الصعيد الإقليمي، تحدث الدكتور محمد رشاد رئيس قسم الإعلام بكلية الخوارزمي الدولية (الإمارات) عن الصعوبات التي تواجه الاتصال الحكومي وهي العلاقة بين المؤسسات والجماهير، والتكلفة المادية سواء بالنسبة للجمهور او للمؤسسات، وعدم وجود قوانين وتشريعات تنظم العمل بالميتافيرس.
وفي هذا الإطار لفت رشاد إلى التأثيرات المتوقعة للميتافرس، وأبرزها التفاعلية والتأثيرات المتعلقة بصناعة المحتوى .
وفي سياق متصل أشارت رفيف فيصل، مديرة برنامج الإعلام بكلية الخوارزمي الدولية، إلى استراتيجة دولة الإمارات في تطبيق الذكاء الاصطناعي، لافتة إلى أنها تعتمد على إصدار العديد من التطبيقات في القطاعات المختلفة التي تخدم على هذا المجال مثل السياحة، مؤكدة أنه لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري حيث أنه من يقوم بتوظيف هذه التكنولوجيا.
وأوضح الدكتورخالد البرماوي الكاتب الصحفي وخبير المعلومات أن هناك تحديات جديدة تواجه الاتصال الحكومي تتعلق بالبنية المعلوماتية وجودة المعلومات،لافتا إلى ان معظم الاستخدامات الرقمية الحكومية في مصردعائية في الاساس، وأنه لاتوجد استراتيجة واضحة معلنة فكلها.
واختتمت الجلسة النقاش بمجموعة من التوصيات المهمة أبرزها ضرورة رعاية المبرمجين العاملين في قطاع الميتافرس لتفادي استقطابهم من الدول الأجنبية .
وفي كلمته الختامية أوصى الدكتور أحمد خطاب مقرر الجلسة بضرورة دعم ديمقراطية الإتصال والإستفادة ببرامج التأهيل والتدريب مع الممارسات من أجل إنتاج وصناعة المحتوى ، إلى جانب ضرورة توافر الدعم الفني لتوطين هذه التكنولوجية وتبنيها من الناحية الثقافية .
من جانبه قال الصحفي خالد عمار، مؤسس مشروع الإعلام الإفتراضي، والكاتب في شبكة الصحفيين الدوليين بواشنطن، إن الـ web3 أو الإصدار الثالث من الانترنت ثورة تكنولوجية هائلة سوف تغير شكل العالم خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأوضح، أن البلوكتشن و NFT سوف يغير شكل العالم ويساعد المصممين والفنانين والصحفيين على بيع منتجاتهم بأرقام ضخمة دون الارتباط بمؤسسة بعينها.
وعن مشروع الإعلام الإفتراضي أوضح "عمار" أن هذا المشروع يضع تصور لشكل الإعلام داخل الـ web 3 واستخدام تقنية 360 والميتافيرس في مجال الإعلام حيث عرض نماذج من الحلقات التي أجراها في عدد من القنوات الفضائية والصحف باستخدام تقنية الميتافيرس ضمن مشروع الإعلام الإفتراضي مؤكدًا أن استخدام هذه التقنيات في التعليم سوف يوفر مليارات الجنيهات للدولة المصرية، هذا فضلًا عن استخدام في مجال السياحة بهدف الترويج للسياحة.