توصيات هامة شهدها اجتماع شركاء التنمية للتحضير لإطلاق أسبوع القاهرة لعام 2023 بمشاركة وزير الري الدكتور هاني سويلم ، وسفير الاتحاد الأوروبي كريستيان برجر وعدد من المسئولين والخبراء في مجال المياه.
وفى مستهل كلمته، علق الوزير هانى سويلم على حالة الطقس ليوم الخميس والعاصفة الترابية وتساقط الأمطار والتى تشهدها عدة محافظات منذ ظهر اليوم، قائلاً إن ذلك دليل حى على التغييرات المناخية وآثارها وهو ما أرغم أجهزة الوزارة على إرجاء صيانة قنوات الرى وفتحها للمزارعين بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
وقال الوزير، إن اسبوع القاهرة للمياه أصبح علامة فارقة في جدول الأعمال الدولي للمياه ، حيث يجمع الاسبوع الوزراء وكبار المسئولين من مختلف دول العالم والمنظمات الدولية والاقليمية ، والأساتذة والعلماء والمتخصصين وخريجين الجامعات والطلاب والمزارعين ، وهو ما يعطي هذا الحدث طبيعة خاصة ومميزة ، كما أصبح اسبوع القاهرة للمياه منصة هامة لأفريقيا لرفع صوتهم للمجتمع الدولي ، خاصة مع وجود تحديات عديدة تواجه قطاع المياه على مستوى العالم نتيجة لندرة المياه وتغير المناخ .
وسلط الوزير الضوء على الإنجازات التى تحققت خلال العامين الماضيين، ومساهمات "أسبوع المياه" على أجندة المياه العالمية، حيث عقد الأسبوع الخامس كحدث تحضيرى لمؤتمر الأطراف السابع والعشرون COP27، حيث نجحت مصر فى إدراج المياه في قلب العمل المناخى ، وكانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها ذكر المياه خلال قرارات مؤتمر المناخ لخمس مرات، كما نجحت الوزارة خلال مؤتمر المناخ فى عقد جناح للمياه ويوم للمياه ، وإطلاق مبادرة للتكيف مع التغيرات المناخية بقطاع المياه AWARe، علاوة على ذلك توصلت الدول إلى قرار تاريخي بإنشاء وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار ، خاصة للدول الأكثر عرضة لأزمة المناخ .
وتابع: بدأت أنشطة بناء القدرات بالفعل تحت مظلة مبادرة AWARe في إطار التعاون بين الوزارة والامكاو من خلال مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية التابع للوزارة والذى اصبح بمثابة مركز إفريقى للتدريب فى مجال التغيرات المناخية .
وأشار الوزير إلي أن مصر أدرجت أسبوع القاهرة للمياه الرابع من أكتوبر 2021 والخامس فى أكتوبر 2022 فى إطار العمل التحضيرى العالمى لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه الذى عقد فى نيويورك فى شهر مارس الماضى، حيث اسهمت توصيات ونتائج اسبوع القاهرة الخامس للمياه كمدخلات إلى مؤتمر الأمم المتحدة.
كما نتج عن إسبوع القاهرة السادس للمياه في الجزء رفيع المستوى اطلاق "نداء القاهرة للعمل من اجل المياه" والذي تم اعدادع بناء على مناقشات عميقة لتعزيز الإجراءات والالتزامات السياسية العالمية لدعم البلدان التى تعانى من ندرة المياه لتحقيق الأهداف المتعلقة بالمياه ، مشيرا إلي ان مصر تدعم تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة للمياه .
وقال الوزير إنه نتيجة للدورة الخامسة لأسبوع القاهرة و COP 27، ترأست مصر واليابان الحوار التفاعلى "المياه والمناخ" خلال مؤتمر الامم المتحدة للمياه، حيث نجحنا في تقديم مقترحات للتعامل مع تحديات المياه حول العالم.
وفيما يخص اسبوع القاهرة السادس للمياه قال الوزير: نتوقع استمرار النجاح الذى تحقق خلال السنوات الماضية ، والاستمرار فى السعى لوضع المياه فى قلب العمل المناخى العالمى ، كما ان اسبوع القاهرة السادس للمياه يعقد كحدث تحضيرى لمؤتمر المناخ القادم COP28.
بدوره، أكد كريستيان برجر سفير الاتحاد الاوروبي لدي القاهرة أهمية المياه كمورد ثمين يحافظ على الحياة على كوكبنا، ونمو اقتصاداتنا، واستدامة مجتمعاتنا، مشيرا إلي ان تحديات إدارة المياه والحفاظ عليها أصبحت معقدة وعاجلة بشكل متزايد، لذلك يمثل أولوية قصوى للاتحاد الأوروبى، وسيظل الاستثمار فى رأس المال البشري مع ضمان وجود وعي عام حذر قوي إلى جانب الاستثمار في البنية التحتيةجنبا إلى جنب، أحد ركائز التدخل الرئيسية للاتحاد في هذه القضية.
ولفت السفير إلي أهمية الدور الحاسم للعمل الجماعي والتعاون لمواجهة تحديات المياه التي نواجهها، وإيجاد حلول مبتكرة توازن بين احتياجات الناس والبيئة والاقتصادات.
وأكد السفير أن أسبوع القاهرة للمياه أصبح محور الاهتمام وأكبر حدث للمياه في مصر والشرق الأوسط. وبالتالي، فقد اكتسبت اهتمام ودعم جميع أصحاب المصلحة في المياه على جميع المستويات، ويحظى باهتمام كبير من جميع أصحاب المصلحة الذين يعتبرون المياه عنصرا حاسما في الحياة.
وأشار السفير إلي أن هذا الحدث يوفر منصة لأصحاب المصلحة في جميع أنحاء العالم لتبادل المعرفة وتبادل الخبرات والتعاون لحل التحديات المتعلقة بالمياه، بالإضافة إلى ذلك، فإنه يوفر فرصة لعرض ممارسات وتقنيات وسياسات إدارة المياه الناجحة التي يمكن تكرارها في سياقات مختلفة.
وأوضح السفير أن أسبوع القاهرة القادم للمياه هو متابعة لحدثين عالميين مهمين، مؤتمر الأطراف السابع والعشرين الذي عقد في شرم الشيخ ومؤتمر الأمم المتحدة 2023 المعني بالمياه الذي عقد في نيويورك، حيث وضعت المياه لأول مرة في قلب العمل المناخي.
وأشار إلي أن هذه الأحداث أكدت وجود إجماع قوي على أن ندرة المياه هي قضية متنامية تتطلب اهتماما فوريا، حيث تم الاعتراف بأن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة، وأنه يجب تنفيذ ممارسات الإدارة المستدامة للمياه للتخفيف من آثار هذه الأزمة.
كما سلط كلا الحدثين الضوء على أهمية مشاركة أصحاب المصلحة في إدارة المياه، بما في ذلك إشراك المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وتم التأكيد على أن الشراكات والتعاون أمر أساسي لتحقيق أهداف الإدارة المستدامة للمياه، لذلك، ستكون طبعة أسبوع القاهرة للمياه 2023 هي المنتدى لتحويل الالتزامات إلى عمل، على وجه الخصوص، اتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذ نتائج كل من الأحداث والعمل من أجل تحقيق هدف التنمية المستدامة ، الذي يهدف إلى ضمان الحصول على المياه والصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.
وزير الري وسفير الاتحاد الأوروبي والحضور خلال انطلاق الحدث
وأكد بيرجر التزام التكتل الاوروبي، بدعم أسبوع القاهرة للمياه للسنة السادسة على التوالي، حيث تنبع مساهمة الاتحاد الأوروبي في أسبوع القاهرة للمياه من التزامنا باستراتيجية التنمية المستدامة للبلاد لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة في قطاع المياه في مصر.
من جانبه ، قال سمير عمر سفير الاتحاد الأوروبي للنوايا الحسنة لملف المياه، إن أزمة المياه هي أزمة دولية، و باتت ترتبط ارتباطا وثيقا بمشكلة التغير المناخي التي تهدد الإنسانية، ولذا فإن مواجهة أزمة المياه تحتاج إلى تضافر كل الجهود لمواجهتها والبحث عن حلول مستدامة للتغلب عليها.
ولفت عمر إلي أن أسبوع القاهرة للمياه كحدث في غاية الأهمية يدرس المشكلة وأبعادها ويطرح الحلول العلمية والعملية لمواجهتها ويبني جسورا قوية بين مختلف الأطراف لتتكامل خططها المستقبلية وتتضافر جهودها التنموية .
ولفت سفير الاتحاد الأوروبي للمياه، إلي أن التعاون المستمر والبناء بين الدولة المصرية التي بذلت وتبذل جهودا كثيفة لمواجهة تلك الأزمة بمختلف أبعادها والاتحاد الأوروبي الذي يعد شريكا مهما في العديد من المشروعات ، نموذجا يحتذى به وتابع :" نرحب باستمرار هذا التعاون، ونطالب بتعميقه معا من أجل أن تصبح الموارد المائية مجالًا للتعاون والبناء والتنمية ولا ساحة للخلافات والمواجهات".
