وقعت وزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، مع سفير كوريا الجنوبية لدى القاهرة كيم يونج هيون "الذي تولى منصبه نهاية الشهر الماضي"، اتفاق تمويل تنمويًا بقيمة 460 مليون دولار؛ لتنفيذ مشروع "تصنيع وتوريد 40 وحدة قطار (320 عربة) للخطين الثاني والثالث لمترو أنفاق القاهرة الكبرى، من خلال نافذة التمويل الميسر المقدم من خلال صندوق التعاون الكوري للتنمية الاقتصادية التابع لبنك التصدير والاستيراد الكوري.
وذكرت وزارة التعاون الدولي- في بيان، اليوم الثلاثاء- أن ذلك يأتي في ضوء التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وعقب اختيار كوريا الجنوبية لمصر لتصبح الشريك الاستراتيجي في مجال التعاون الإنمائي للخمس سنوات المقبلة.
وبدورها، رحبت وزيرة التعاون الدولي- خلال فعاليات التوقيع- بسفير كوريا الجنوبية الجديد بالقاهرة، مشيدة بالجهود المبذولة من الجانبين المصري والكوري خلال العام الماضي لتنفيذ هذا المشروع، الذي يهدف إلى توطين صناعة السكك الحديدية ووحدات الجر الكهربائي في مصر، من خلال التعاون المشترك بين شركة (نيرك) الوطنية وشركة (هيواندي روتم) في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأكدت وزيرة التعاون الدولي أن المشروع الجديد يأتي في ضوء جهود الدولة لتوطين صناعة السكك الحديدية في مصر، لتلبية متطلبات التنمية وتعزيز القدرة على التصدير إلى إفريقيا من خلال إنشاء مركز تصنيع عالمي للصناعات الثقيلة والاستراتيجية، وذلك من خلال المشاركة الفعالة للقطاع الخاص والاستفادة من الخبرات الكورية في توطين التكنولوجيا وجذب الاستثمارات الأجنبية، والذي يساهم في خلق ما يقرب من 5 آلاف فرصة عمل في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وذلك لتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.
وأشارت إلى تقدير الحكومة للتعاون الجاري مع كوريا الجنوبية، وتطلعها لمزيد من العمل المشترك في ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، والانتقال بالعلاقات المشتركة إلى آفاق أرحب في ضوء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجال التعاون الإنمائي للخمس سنوات المقبلة، لتلبية متطلبات التنمية وتعزيز التحول إلى الاقتصاد الأخضر والتوسع في مشروعات البنية التحتية المستدامة.
ولفتت الوزيرة إلى أهمية صياغة إطار للتعاون واستراتيجية مشتركة للخمس سنوات المقبلة، تعكس الأولويات التنموية وقوة العلاقات المصرية الكورية، وتستفيد من الخبرات المتراكمة والشراكات الناجحة لمصر مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، بما يحقق التكامل في جهود التعاون الإنمائي، وتعظيم العائد منها.
من جانبه.. وجه السفير الكوري بالقاهرة، الشكر لوزيرة التعاون الدولي على جهود دعم العلاقات المشتركة، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون في ضوء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وأن الحكومة الكورية حريصة على بذل الجهود لتعزيز التنمية التي تعود بالنفع على المواطنين في مصر.
وفيما يتعلق بالمشروع.. أوضح السفير الكوري، أنه يسهم في تعزيز جهود مصر لتطوير وسائل النقل وتوفير وسائل نقل متطورة للمواطنين، مؤكدًا الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الدولة وعدد الشباب الكبير ما يمكنها من تحقيق نمو كبير من خلال الشراكات الشاملة.
في السياق.. قال المهندس أحمد فكري العضو المنتدب للشركة الوطنية المصرية لصناعة السكك الحديدية إن المشروع لا يمثل فقط مجرد توريد لمعدات، ولكن أيضًا يهدف إلى توطين صناعة عربات السكك الحديدية في مصر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتعزيز المكون المحلي بشكل متدرج، وتعزيز جهود التوريد للأسواق في المنطقة العربية وإفريقيا، من خلال الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.
وإلى جانب التوقيع حرصت وزيرة التعاون الدولي، على عقد جلسة مباحثات مع السفير ووفد وزارة الاقتصاد والمالية بكوريا الجنوبية، والذي ضم مدير قسم تنمية المشروعات بالوزارة يونج هيون كيم، ونائب مدير قسم تنمية المشروعات بالوزارة چونج هيون، إلى جانب مسئولي بنك التصدير والاستيراد الكوري الجنوبي ومسئولي صندوق التعاون الكوري للتنمية الاقتصادية، حيث تم التطرق إلى محفظة التعاون الإنمائي الجارية والمشروعات المستقبلية.
الجدير بالذكر أنه تم عقد جلسة المشاورات السنوية رفيعة المستوى مع وزارة المالية والاقتصاد الكورية وصندوق التعاون الكوري للتنمية الاقتصادية التابع لبنك التصدير والاستيراد الكوري والسفارة الكورية؛ لاستعراض تطورات محفظة التعاون الحالية، والبالغ قيمتها حوالي 1.2 مليار دولار في عدة مجالات، وبحث سبل توفير تمويل ميسر للمشروعات التنموية المستقبلية التي تخدم خطة مصر 2030، وذلك بمشاركة العديد من الجهات الحكومية وزارات "النقل والإسكان والتنمية المحلية والبترول والمالية والري والكهرباء"، وهيئة قناة السويس، وبنك التنمية الزراعية.
وكانت وزيرة التعاون الدولي قد عقدت اجتماعًا ثنائيًا مع نائب رئيس بنك التصدير والاستيراد الكوري سو يونج هونج، وذلك خلال الاجتماعات السنوية للبنك الإفريقي للتنمية بشرم الشيخ، الشهر الماضي، حيث رحب مسئولو البنك بتدشين مكتب إقليمي للبنك في القاهرة، تأكيدًا على العلاقات الثنائية القوية بين الجانبين، ولتكون قاعدة لتوسيع نطاق عمليات البنك في قارة إفريقيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة