30 يونيو ثورة مصرية نسفت مشروع الإخوان فى دول الجوار.. نجاح الرهان على خيار التنمية والبناء فى مصر ألهم الليبيين لحصار "جماعات الظلام".. وانتفاضة المصريين قادت تونس لقطع أذرع "الإرهابية" فى مختلف المؤسسات

الأربعاء، 14 يونيو 2023 02:00 ص
30 يونيو ثورة مصرية نسفت مشروع الإخوان فى دول الجوار.. نجاح الرهان على خيار التنمية والبناء فى مصر ألهم الليبيين لحصار "جماعات الظلام".. وانتفاضة المصريين قادت تونس لقطع أذرع "الإرهابية" فى مختلف المؤسسات ثورة 30 يونيو
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هتاف مدو أطلق من ميدان التحرير ، ليمتد صداه إلى ميادين آخري في دول الجوار.. هنا القاهرة ، وهذا هو الشعب المصري ، وتلك أهداف ثورته : "عيش حرية عدالة اجتماعية" ، مصحوبة بكارت أحمر لجماعة الإخوان وأذرع الإرهاب وفلول الدم والنار.. كان موجات الثورة قوية وعاتية ، فامتد الأثر إلى خارج القطر المصري لتشكلت 30 يونيو إلهاما لشعوب عانت ، ونذير لجماعات خانت ، وبشارة نصر لأمم اكتوت بنيران الجهل وأوهام تجار الدين الذين حاولوا جاهدين أن يحيلونا لعصور الظلام.. فكان الرد قويا ومتتاليا من مصر إلى ليبيا ، ومن ليبيا إلى تونس وغيرهم من مختلف دول المنطقة.

عاشت شعوب المنطقة وضع هو الأسوأ من حالة عدم استقرار أمني وسياسي واقتصادي وتحديدا عقب أحداث 2011، ما فتح الباب للتدخلات الخارجية من خلال أطراف محلية ممثلة في جماعات متشددة أو تدخل مباشر عبر محاولات لفرض أجندات إقليمية داخل دولنا العربية.

ثورة على حكم الميليشيات

الثورة الشعبية العارمة التي قادها الشعب المصري في كافة الميادين والشوارع كان لها أثرا بالغا في تشجيع باقي الشعوب العربية في الثورة على حكم الميليشيات والجماعات المسلحة التي حاولت الهيمنة على مؤسسات الدولة الوطنية سواء في ليبيا أو سوريا وغيرها من الدول العربية، وهو ما أثار حفيظة المواطن العربي الذي ينشد الأمن والأمان والاستقرار والتنمية.

عملت الحركة الإرهابية على ترسيخ حكمها من خلال تعزيز قدراتها التسليحية والتمويلية أملا في تشكيل كيانات موازية لمؤسسات الدولة، فضلا عن المشبوهة مع فروع الإخوان بعدد من دول الجوار تمهيدا لتفعيل حكم الجماعة بعيدا عن دولة المؤسسات الوطنية التي تحكم ضوابط ومحددات بعينها.

تحديات كبيرة واجهتها ثورة 30 يونيو في مصر مع انتشار السلاح في أيدي عناصر جماعة الإخوان الذين نشطوا عقب أحداث 2011 في عملية تهريب الأسلحة والعناصر المقاتلة إلى ساحات الصراع، وذلك في إطار مشروع الجماعة الذي سعى لترسيخ حكمه بشكل كامل في كافة الدول العربية إلا أن إرادة الشعب المصري القوية في التغيير أسقط حكم الإخوان الذين سعوا إلى حكم البلاد بالقوة ورغما عن إرادة الشعب المصري.

ومع نجاح ثورة 30 يونيو في مصر وإسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية تشجع المواطنين العرب خاصة في ليبيا بالثورة على الجماعات المسلحة التي تحالفت مع الإخوان في شرق البلاد ومنها أنصار الشريعة ومجالس الشورى وهي الكيانات المسلحة التي استهدفت المدنيين والبعثات الدبلوماسية وسعت لفرض نموذج متشدد ومتعصب لحكم جماعات دينية متشددة في ليبيا إلا أن إرادة الشعب الليبي ومن خلفه الجيش الوطني نجحت في القضاء على هذه الجماعات وملاحقتها بشكل كامل والشروع في بناء دولة المؤسسات الوطنية القائمة على العدل والقانون.

لم تكن ثورة 30 يونيو مجرد تحرك شعبي لإسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية فقط لكنها كانت ثورة مصرية شعبية تؤكد على تمسك الشعب المصري بهويته الوطنية وبدولة المؤسسات التي يثق بها دون غيرها في الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، وتأكيد على رفض أي مشاريع أيديولوجية مفروضة من أطراف إقليمية سواء من قوى داخلية أو خارجية.

ما يميز الثورة الشعبية المصرية في 30 يونيو أنها انتصار لدولة المؤسسات التي تمسك بها الشعب المصري أمام حكم الميليشيات الذي سعت جماعة الإخوان لترسيخه في الدول العربية انطلاقا من مصر، إلا أن هذه الخطة فشلت فشلا ذريعا من نجاح الثورة الشعبية المصرية التي كانت سببا في انتفاض عدد من الشعوب العربية على حكم الميليشيات والجماعات المتشددة والمطالبة بدولة المؤسسات الوطنية لحماية مقدرات وثروات البلاد بعيدا عن حكم أي جماعات مؤدلجة.

الليبيون ينتفضون ضد حكم الإخوان

ولو نظرنا إلى بعض الدول التي عانت من حكم الميليشيات المسلحة والمتطرفة وعلى سبيل المثال دولة ليبيا سنجد أنها شرعت في بناء مؤسسة عسكرية وأمنية وطنية تحمي البلاد من الجماعات المتطرفة وتؤمن ثروات الشعب الليبي في ظل أطماح خارجية ومحاولات قوى خارجية إعادة حكم الميليشيات والتشكيلات المسلحة للمشهد مجددا، في المقابل نجحت سوريا في معالجة المشكلات الأمنية الكبيرة التي عانت منها البلاد من انتشار جماعات متطرفة وتكفيرية ومتشددة في البلاد خلال السنوات الماضية، وهو ما يؤكد أن دول المؤسسات الوطنية هي وحدها القادرة على حماية إرادة الشعوب الوطنية التي تنشد العيش في أمن وأمان ورفاه.

عانت ليبيا من سيطرة عناصر جماعة الإخوان الإرهابية على المؤسسات المالية والاقتصادية في البلاد عقب أحداث 2011 ما مكنهم من تشكيل ميليشيات مسلحة تعمل لخدمة أجندة الجماعة، وتستهدف أي محاولات لبناء مؤسسات وطنية في البلاد خاصة الجيش والشرطة، ونفذت عناصر تتبع الجماعة لعمليات اغتيال ضد عسكريين سابقين في الجيش الليبي بهدف وأد أي محاولات لإعادة بناء المؤسسة العسكرية.

مولت عناصر تنتمي لجماعة الاخوان في ليبيا جماعات مسلحة وتشكيلات إرهابية في شرق البلاد بهدف التصدي لعمليات الجيش الوطني ضد المتطرفين، والقضاء على أي تحركات تهدف لإعادة بناء المؤسستين الأمنية والعسكرية داخل ليبيا بعد أحداث 2011.

"25 يوليو" .. قرارات تونسية جريئة لاستعادة الدولة الوطنية

نفس التحركات التي تقوم بها جماعة الإخوان في ليبيا نفذتها حركة النهضة الإخوانية التونسية التي سيطرت على المشهد السياسي في البلاد وتغلغلت داخل مؤسسات الدولة بعناصرها المؤدلجة التي عملت على ترسيخ حكم الجماعة، والدخول في مواجهة مباشرة مع التيارات المدنية والليبرالية التونسية التي عانت من اغتيالات نفذها الجهاز السري لحركة النهضة التونسية.

قادت القوى المدنية والليبرالية التونسية مواجهات مباشرة ضد حكم الإخوان من خلال مجلس نواب الشعب التونسي الذي هيمنت عليه الجماعة لسنوات وسعت لتمرير مشاريع قوانين تخدم رؤية وأجندة الإخوان داخل تونس وتؤسس لنظام حكم جديد تقوده حركة النهضة لعقود طويلة إلا أن القرارات الجريئة التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد والمعروفة بأحداث "25 يوليو" 2021 بداية استعادة الدولة الوطنية في البلاد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة