أبى وحبيبى، عجزت الكلمات عن وصف ما أعيشه من وجع على فراقك، فالكلمات تاهت أحرفها ومعانيها، فى مثل هذا اليوم وفي مثل هذه الساعة مضْى عام على رحيلك يا والدى الحبيب، أعلم يا والدى أن رحيلك قضاء وقدر من الله عز وجل، ولكن غيابك ما أصعبه.. موقف يعجز اللسان عن وصفه.. ما أصعبها من لحظات، فتاريخ رحيلك لم يخف من الذاكرة 14 يونيو 2022، كان هو اليوم الأصعب الذى مر علي، ولم يغيب عنى أبدا، أتذكر كلماتك وأنت على فراش المرض، أتذكر كل كلمة وكأنها "ترن" فى عقلى ولم تفارقنى لحظة واحدة.
أكتب إليك يا أبى بعد عام على رحيلك، لأعبر ما أشعر به الآن، ما أثقل الأيام والمناسبات والأعياد بدونك، فكنت لى الأب والسند والصديق والأخ والناصح والحنون والرفيق وكل ما أحبه، افتقدك مع كل فرحة أمر بها، افتقدك مع كل حدث في حياتي، افتقدك فى كل لحظات أعيشها الآن.
أبي الحبيب، إن مواقفك تشهد وتخلد اسمك دائما في بلدتنا الريفية الصغيرة، علمتنا أن نعطي بلا مقابل.. أن نتعاون ونحب الآخرين بكل إخلاص.. أثرك الطيب الذى زرعته بين الناس باق، فالجميع يشهد لك ويتحاكى عن مواقفك الخيرة والطيبة، كنت محب للغريب والقريب، كنت عون لمن يحتاج، كنت سند لكل من يطلبك، أشهد لك يا والدى بمواقفك النبيلة، أفخر دائما وأنا أحمل اسمك بين جيراننا وأهالينا فى صعيد مصر، كنت الأب القدوة، المثال الطيب، كنت دمث الخلق، تعجز كل الكلمات عن ما فى قلبى لأعبر عنه.
أبى الغالى نعيش على ذكراك.. تأكد أنك تركت عملك الطيب ونحن نسير على خطاك بثبات، وأننى فى هذه الذكرى الأولى لغيابك لا يسعنى إلا أن أسال الله تعالى أن يتغمدك بواسع رحمته، ولكل من يقرأ هذه الكلمات أن يدعو لوالدى، اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة يارب العالمين، يارب ارحم من ضمّه التُراب وأصبح بين يديك، وثبته عند السؤال.