تعيش الكرة الإيطالية واحدة من أصعب الفترات فى تاريخها، تمر خلالها بسلسلة من الإخفاقات، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، فخلال 15 يوماً فقط خسرت الأندية الإيطالية 3 نهائيات بثلاثة ألقاب، وخسر منتخب الشباب نهائي كأس العالم تحت 20 عاماً أمام أوروجواى، فضلاً عن توديع المنتخب الإيطالى بطولة دورى الأمم الأوروبية، لتكمل خسارة المنتخب سلسلة من انتكاسات الكرة الإيطالية الأخيرة، والتى فشل فى تحقيق أى لقب أوروبي، بعد خسارة إنتر ميلان نهائي دوري الأبطال أمام مان سيتي الإنجليزي، وخسارة روما نهائي الدوري الأوروبي أمام إشبيلية الإسباني، وسقوط فيورنتينا أمام وست هام يونايتد الإنجليزي فى نهائي دوري المؤتمر ، حتى بات هذا الموسم بمثابة "كابوس" على الكرة الإيطالية، وجعل البعض يتساءل عن أسباب تلك "اللعنة" التى أصابت الكرة الإيطالية الفترة الأخيرة؟!..
يبدو أن المدرب الإيطالى المخضرم روبرتو مانشينى الذى استبشر به عشاق الكرة الإيطالية بجميع أنحاء العالم خيراً بعد توليه المهمة، بلمساته الفنية ونهجه الهجومى المختلف على الكرة الإيطالية التى اعتدنا عليها، وتتويجه ببطولة اليورو الأخيرة، ولكن سريعاً ما غابت شمس الآزورى من جديد، وأعيد سيناريو العام الماضى بخروج إيطاليا من دورى الأمم الأوروبية على يد الإسبان فى نصف النهائي وبنفس النتيجة، وعاد الطليان نقطة للوراء، فلم يكن يأمل أشد المتشائمين سرعة إخفاق مشروع مانشينى إيطاليا، الذى توج باليورو، وأبهر الجميع بأسلوب جديد وأداء متطور للطليان، خاصة أنه جاء بعد فترة مؤلمة غابت خلالها إيطاليا عن كأس العالم في النسختين الأخيرتين، لذا وضع "مانشينى" يده على أولى خطوات الإصلاح، وأكد في تصريحاته بعد الخسارة المؤلمة أمام إسبانيا وتوديع دورى الأمم ضرورة البحث عن مواهب هجومية جديدة لتقديم أداء أفضل.
مستوى المنتخب هو انعكاس لقوة وثبات مستوى المسابقة المحلية فى الدولة، وقوة محترفيها فى الدوريات العالمية، فالكرة الإيطالية فى السنوات الأخيرة وأصبح الكالتشيو _ المسابقة الأقوى في التسعينيات _ طارداً لكبار النجوم الآن، فلم يستطع يوفنتوس مثلاً الحفاظ على رونالدو وتركه يرحل ليونايتد، حتى استقر به الحال في الدورى السعودي، فضلا عن أحوال اليوفى الموسم الماضى وما آل إليه في جدول الترتيب بعد عقوبات اليويفا وعاصفة خصم النقاط التى أودت به للمركز السابع، بعدما احتكر لقب البطولة لسنوات.
أما ميلان _ بطل النسخة الماضية _ فتوقف عن نقطة الفوز باللقب ولم يستطع الاستمرارية والبناء فقرر التخلى عن بعض نجومه وكأنه وصل لذروة النجاح بالفوز بلقب الدوري، فظهر فريقا عاديا مكتفيا بالمركز الرابع، وربما يتكرر نفس السيناريو بالنسبة لنابولى بطل الدوري هذا الموسم، والذى يتوقع الجميع له نفس سيناريو ميلان، خاصة بعد رحيل سباليتى.
ولم يختلف الأمر كثير بالنسبة للإنتر ، الذى احتل المركز الثالث فى جدول ترتيب الدوري، فوجد نفسه على موعد مع التاريخ وباتت تفصله خطوة عن التتويج بدورى أبطال أوروبا، إلا أن فارق الخبرة والإمكانيات رجحت كفة مان سيتى الذى توج باللقب، ونفس السيناريو تكرر مع روما الذى خسر نهائي "اليوروباليج" أمام برشلونة الإسباني، وكذلك فيورنتينا الذى خسر نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، لتختتم أضلاع مثلث الأندية الإيطالية مع خسارة النهائيات.
فى النهاية.. بعد الإخفاق يأتي النجاح شرط امتلاك روح الإصرار، وهو ما يجب أن يبدأ من خلاله المسئولون عن الكرة فى إيطاليا لمساعدة الأندية على النهوض من جديد لاستعادة رونق مسابقة الكالتشيو من جديد لتصبح جاذبة للنجوم، فضلا عن مساعدة اليوفى على تخطى مرحلة العقوبات واستعادة أمجاده لأنه بالتأكيد سينعكس على المنتخب، والذى بدوره يمتلك بالفعل مدرباً "مانشينى" صاحب رؤية مختلفة ومشروع مميز يؤمن به ويسعى من خلاله لاستعادة أمجاد الطليان الذين تسيدوا العالم فى بعض الفترات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة