عندما يقع الإنسان فريسة لسهم "كيوبيد"، ويصبح مغرمًا بشخص آخر، فإنه على الفور يراه طوال الوقت، أفضل إنسان وجد على وجه الأرض، وأي شيء بسيط يفعله من أجله هو أعظم شيء ولا يستطيع أحد القيام به، لذلك لا يراه عيوبه حتى وإن أشار أحد له عليها، لأنه يراه حبيبه ملاكا على هيئة بشر لا يخطئ أبدا، وهذا ما أطلق عليه "مرآة الحب العامية"، التي يحملها كل العشاق خلال فترة الحب الأولى قبل الزواج.
ومن ناحية أخرى، يحرص الطرفان من رجل وامرأة على التجمل خلال فترة الخطوبة وإظهار مزاياهم طوال الوقت، حتى أن أفراد أسرتهم قد يتعجبون من تغيرهم في حالة معاملة أحدهم مع خطيبته أو معاملة الفتاة مع خطيبها.
ويستمر تأثير مرآة الحب طوال فترة الخطوبة أو فترة استمرار شعلة الحب، وهذا ما أكده أبهيجيت ناسكاز ، عالم الأعصاب، حيث أشار إلى أن المخ يفكر بطريقة غير منطقية عندما يقع الشخص في الحب، حيث يرى العالم ورديا وممتلئا، ويجد ما يفعله شريك حياته صحيحا دون أدنى شك، وذلك بسبب انجذاب الشخص جسديا للطرف الآخر خلال العلاقة، لذلك يتجاهل أي عيوب تظهر في شخصية المحبوب، ويسعى بكل الطرق الممكنة لإسعاده.
وتسقط مرآة الحب في العام الأول من الزواج، عندما ينزع كل طرفي القناع الذي ارتداه خلال فترة الخطوبة حتى يقنع الطرف الآخر به وتنتهي علاقتهما بالزواج، وهناك تطرق الخلافات الأبواب، ويبدأ "كيوبيد" في عقد اختبار حب الزوجين لبعضهما، وقد يفشل بعض الأزواج والذين أعتقد أنهم اهتموا عند اختيارهما لبعضهما بالمظهر الخارجي دون الاهتمام بالجوهر الداخلي لبعضهما، لذلك لم يستطيعا الاستمرار معا وانتهت حياتهما الزوجية قبل مرور عام واحد معا، بينما الطرفان اللذان اختار بعضهما عن اقتناع وحب متبادل يستطيعان تجاوز مرحلة الخلافات المبكرة بالصبر والقدرة على التعامل مع عيوب كل منهما وليس السعي لإصلاحها لأن العيوب لن تصلح مهما طال الزمن، كما يتحلى بعضهما بالحكمة والرغبة في الاستقرار وتكوين أسرة صغيرة سعيدة وهذان تستمر علاقتهما لسنوات طويلة لأنهما اكتشفنا مفتاح السعادة مبكرا وحل أي خلافات بينهما والطرق التي تساعدهما في الحفاظ على حبهما.
ولهذا عزيزي القارئ أنصحك عند اختيار شريكة حياتك وكذلك عزيزتي القارئة يجب أن يتخليا عن "مراية الحب العامية"، خلال فترة الخطوبة، وتفكران هل يمكن أن تتعيشا مع صفاتكما الإيجابية والسلبية، وتحتويان بعضكما في مختلف الظروف، حتى تستمرا معا وتكونان أسرة صغيرة سعيدة تنجب أطفالا يصبحون شبابا يساعدون في بناء المستقبل، وليس أطفالا محرومين من الأب أو الأم بسبب اختيارهما السىء لبعضهما وتسرعهما في اتخاذ قرار الزواج مما يتسبب في تحول الأطفال في المستقبل لشباب حالتهما النفسية سيئة ويخشون بناء أسرة خوفا من تكرار تجربتهم المريرة في أطفالهما بالمستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة