مؤكد أن اليمن يُعانى بعد سنوات عدة من الصراع ولا يزال أشقاؤنا اليمنيون يعيشون معاناة لا يمكن تصورها كل يوم على المستوى الإنسانى في ظل اضطرابات اقتصادية داخلية، وموجة تضخم عالمية، وجراء ما يحدث في العالم من اضطرابات سياسية تنعكس بالسلب على التعاطى مع الملف اليمنى وعرقلة أي مسارات للحل، ورغم هذه المأساة نرى أن هناك فرصا واعدة وآمالا تفاؤلية للعمل على بناء الثقة من جديد بين الفرقاء، خاصة أن هناك مسارات متعددة للبناء على مكاسب الهدنة، والتقدم نحو عملية سلام تجمع اليمنيين للاتفاق على كيفية إنهاء النزاع بشكل مستدام.
وما يحدث في منطقتنا من تقاربات وتطبيع علاقات، خاصة التقارب السعودى الإيراني يفتح الطريق نحو حلحلة الأزمة اليمنية إضافة إلى استقرار وتثبيت الهدن بين الأطراف الداخلية اليمينة، كل هذا يمكن البناء عليه أيضا في الالتقاء والتقارب، خلاف أن هناك حالة زخم كبيرة من القوى السياسية اليمينة للدعوة نحو الوعى والانتماء والولاء الوطنى، مستغلين تهيئة الأجواء الحالية لتحقيق السلام وإنهاء المعاناة الإنسانية بتوظيف المشهد الإعلامى لتعزيز الولاء الوطنى كائتلاف القوى الديمقراطية للسلام والوئام بإقامة فعاليات إعلامية من شأنها ترتقى بالوعى، وتسلط الضوء على الأزمة وتعيد تصدرها، وتضع التصورات والرؤى أمام متصدرى المشهد اليمنى فى إطار من المسئولية الأخلاقية والوطنية.
غير أن ما يحدث الآن في العالم من تحول إلى نظام متعدد الأقطاب وولادة نظام عالمى جديد، وانكشاف حقيقة المجتمع الدولى بشأن اتباع سياسة إطاة أمد الصراع لتحقيق أجندات القوى الفاعلة، بادرة أمل لليمينين يمكن أن يستندوا عليها نحو الالتقاء بالاستناد على أي مبادرات أو حلول سياسية مقترحة للأزمة والعمل على تقييم شامل للصراع ومعالجة أسبابه والحد من تداعياته وآثاره على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
لذلك، يجب على جميع الأطياف والقوى المختلفة أن تنشد هذا الأمر وتدعمه إذا أرادوا حقا إنهاء معاناة بلادهم، وإنهاء الصراع وإرساء الأمن والاستقرار الذي ينشده اليمنيون.. تحية تقدير لكل من يسعى للحل والدعم ليعود اليمن إلى يمين سعيد كما كان..