خلال الأسابيع الماضية، وقبل تولى الفنان إيهاب فهمي مهام رئيس المركز القومي للمسرح، لم يكن هناك صوت يعلو فوق صوت عودة مجلة المسرح بعد توقفها منذ آخر عدد لها في مارس الماضي، بسبب عدم تعيين رئيس جديد وقتها خلفا للرئيس السابق الفنان ياسر صادق، ومع رحيل الكاتب المسرحي الكبير محمد أبو العلا السلاموني، خلال اجتماع المركز لمناقشة مصير الإصدار الورقي لمجلة المسرح، والذي دافع فيها صاحب "رجل القلعة" عن بقاء المجلة ورقيا باعتبارها الإصدار المسرحي المتخصص الوحيد في مصر، قبل أن يلفظ أن أنفاسه الأخيرة ويرحل وهو يدافع عنها.
لم تكن تمر ساعات على رحيل السلامونى، حتى قرر الناقد المسرحي عبد الرازق حسين تقديم استقالته من رئاسة تحرير المجلة، اعتراضا الأوضاع الاقتصادية للمجلة والسياسية التعاقدية التي تفرضها إدارة هيئة الكتاب عليهم، وبدأ أمام الجميع أننا أمام مصير يشبه مصير مجلة وجريدة "مسرحنا" الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي توقف قبل سنوات إصدارها الورقي وتحولت إلى نسخة إلكترونية ضمن موقع الهيئة.
الفنان إيهاب فهمي، والذي جاء من الدار للنار كما يقول المثل الشعبي، تدخل مع إدارة المجلة، وطرح حلا للمشكلة يضمن استمرار الإصدار الورقي للمجلة، وذلك بعد مناقشة كل الأفكار والمقترحات ووضع الحلول التي تضمن استمرارها، ليتم استئناف صدور المجلة ورقيا وانتظامها كما كان يأمل الكبير الراحل أبو العلا السلاموني الذي لفظ انفاسه وهو يدافع عن المجلة وعن ريادة مصر الثقافي، ويعود أيضا الناقد المسرحي عبد الرازق حسين عن استقالته ويعود لمهام عمله، ويعلن عن إعداد ملف عن "السلامونى" يصدر خلال يوليو المقبل، ليكون أول عدد بعد توقف المجلة لشهور، ومع تولى الفنان إيهاب فهمي إدارة المركز.
لكن الحل الأخير وإن ضمن استمرار المجلة، لكنه بالتأكيد لن يضمن بقائها دائما، وهذا ليس دور المركز القومي للمسرح فقط ولا حتى هيئة الكتاب، لكن أيضا هو دور يتوقف على المسرحيين أنفسهم الآن، لأن المجلة إن لم يتم بيعها وانتشارها بالشكل الكافي بالتأكيد يكون صدورها بدون جدوى، وهنا تكون إرادة المسرحيين بدعم المجلة، وهو ما يتفق مع ما طرحه الناقد المسرحي أحمد عبد الرازق أبو العلا، حيث قال: بعد أن صدر القرار بطباعة مجلة المسرح أدعو المسرحيين إلى شراء واقتناء المجلة أو الاشتراك السنوي فيها، دعما لها وإثباتا لأهميتها.. لأنني لاحظت أن المدافعين عنها ليسوا من كتابها وهذا بالنسبة لي مؤشر جيد، والغريب أن عددا كبيرا من كتابها لم يدافعوا عن وجودها، وكأنهم لا يشعرون بأهميتها!! فلنكن ايجابيين وصادقين أولا مع أنفسنا".
وهو المنشور الذي خلق نوع من أنواع التفاعل مع عدد كبير من المسرحيين، حيث ردت الفنانة معتزة صلاح عبد الصبور: "أنا متبرعة بكتابة أو ترجمة مقال ليهم كل شهر بدون أجر، بس هما يطلبوا، ولازم يدوروا على كتاب مهمين بره الأقلام المعتادة، فيه ناس مهمة ومحترمة ومثقفة جدا مسرحيا بره الدوائر المعتادة"، وهو ما يضع أمام إدارة تحرير المجلة مسئولة أخرى في اختيار نوعية الكتاب والمواضيع التي يتم نشرها في المجلة حتى تكون قادرة على جذب أكبر عدد من الجمهور المسرحي أو المهتم بأبو الفنون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة