مقابر الشاطبى بالإسكندرية كنز يضاف لعروس البحر المتوسط.. مجمع جنائزى تم اكتشافه على مساحة 3500 متر..يفتح أبوابه للجمهور مقسم إلى 3مجموعات.. ورفع كفاءته من المياه الجوفية وجاهز لاستقبال الجمهور ومحبى الآثار..صور

تعتبر مدينة الإسكندرية المتواجدة حاليا مدينة الحديثة بعدما دفنت الزلازل فى العهود القديمة معالم المدينة القديمة وبُنيت فوقها مدينة أخرى حتى وصلت إلى شكلها الحالى وبسبب أعمال البناء والهدم تم اكتشاف عدد من الأماكن الأثرية التى أكتشفت بالصدفة؛ ومنها مقابر الشاطبى التى تقع أمام منطقة الشاطبى مباشرة خلف مسرح بيرم التونسى وهى أحدث الأماكن الأثرية التى تم أكتشافها وعملت وزارة الآثار على ترميمها.

محتويات مقابر الشاطبى
 

مقبرة الشاطبى على مساحة 3500متر مربع، ومكونات المقبرة عبارة عن مجمع جنائزى منحوت في الصخر الطبيعي تشمل ثلاث مجموعات من المقابر (أ- ب- ج)، حيث إن المقبرة ( ب، ج) مقابر صغيرة ولم يتم استخدامها ومنها ما لم يستخدم على الإطلاق فى العصور القديمة، والأساس فى الموقع المقبرة ( أ) المنحوتة أنها كانت محور العمل، وتتكون من فناء مكشوف تدور من حوله حجرات الدفن المتعددة، وحجرات الدفن تشمل بداخلها أنواع من الدفنات منها دفنات في فتحات منحوتة في الحائط، ودفنات في توابيت على هيئة الأسرة، و دفنات لأجساد محروقة ويجمع العظام الخاصة بها وتوضع في أواني خاصة بالعظام المحروقة.

محتويات مقابر الشاطبى
 

قال اسلام سليم خبير أثرى إن جبانه الشاطبى هى أقدم مقابر الإسكندرية، وأقدم مواقع الآثار في الإسكندرية، ترجع تاريخها للعصر الهلنستي وتتزامن مع تاريخ إنشاء مدينة الإسكندرية بعد قدوم الإسكندر وقراره بإنشاء المدينة، وتولى بطليموس الأول حكم مصر.



وأضاف أنه عندما تولى بطليموس الأول حكم مصر قرر أن يتخذ من هذه المدينة عاصمة لمصر، وتم بناء الإسكندرية فى ذلك الوقت، واستمرت الإسكندرية 1000عام عاصمة لمصر فى ظل حكم البطالمة والرومان من بعدهم، وهذه المقبرة أول مقبرة تنحت لدفن الجيل الأول من سكان الإسكندرية، ممن ماتوا فى وقت بناء المدينة.

وأشار إلى أنه على الرغم من بناء عدد آخر من المقابر فى هذا العهد إلا أنه لازالت جبانة الشاطبى من أهم وأعرق الجبانات فى هذا العصر، موضحا أن منطقة الشاطبى يوجد جزء كبير منها أسفل المدينة من المدينة القديمة التى اندثرت بعامل المناخ والزلازل على مر التاريخ.

وافتتح الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مقبرة الشاطبى الأثرية بمنطقة الشاطبى بالإسكندرية، حيث تم الافتتاح بعد التطوير ورفع المياه الجوفية من المنطقة بتكلفة 3 ملايين جنيه.
 

المقبرة قبل الترميم
 

والمقبرة كانت تعاني من المياه الجوفية ومياه الأمطار، التى دخلت فى حجرات الدفن بالمقبرة وأسفرت عن طبقة بارتفاع مترين من الركام والطمى والمخلفات، والتدخل كان لتنظيف المقبرة تماما والوصول إلى الأرضية الأثرية لها، وترميمها وصيانتها واتخاذ إجراءات حمايتها للمستقبل، والذى كان أهم ملامح المشروع حيث تم الوصول لاتمام الكشف عن المقبرة.

 
وتم ترميم جميع أجزاء المقبرة المتعددة، وإحاطة المقبرة والصخرة الأم المدفون فيها بأسوار للحماية، وإعادة لمسار الزيارة واتجاهاتها، والاستفادة منها من خلال إنشاء مركز للزوار مزود بالوسائط المتعددة، لتقديم المعلومات العلمية الآثرية عن المقبرة، كما تم تزويد الموقع بكافيتريا وتم عمل تطوير وتحديث لكل المباني الحديثة في الموقع مع إضافة حجرة دخول مزودة بجهاز «X Ray » وحجرة تحكم وبيت للهدايا.

 
وصدر قرار الترميم صدر في نهاية 2019 وتم البدء العمل ميدانيا في 1أغسطس 2020، واستغراق 18شهرًا، تم عمل توثيق للموقع قبل التدخل فيه، ثم تم عمل توثيق رقمى كامل بعد اتمام المشروع، بجانب إجراءات الحماية وتطوير المبانى الحديثة.