صدر حديثًا عن منشورات المتوسط إيطاليا، رواية "جسدي المستباح.. حب في عصف الرعب" للكاتب والمترجم الجزائري محمد ساري، وتقع الرواية في 272 صفحة من القطع الوسط.
في رواية جسدي المستباح، يدخل القارئ عالم مليكة، الحساسة الحالمة التي وجدت نفسها في جحيم متعدد الطبقات، بين اضطهاد أسري، وانتهاك جنسي، وبين ظلم زوج والدتها، مما يوصلها إلى ذروة انهيارها النفسي.
تأخذها عائلتها في رحلة استشفاء في عالم الجن والمشعوذين، لكن الرواية لن تصل ذروتها إلا حين يقرر حبيبها يعقوب، بعد مقتل الرئيس بوضياف عام 1994، أن يصعد إلى الجبل إسوة برفاقه للقتال، فتقرر مليكة الفرار معه، لتجد نفسها بين وحوش الجماعات الدينية المسلحة، الذين سوف يتناوبون على اغتصابها. وكأنها المعادل لما حدث للجزائر خلال عشريتها السوداء. عالم شديد التوحش لعاشقة شديدة الرقة، عالم شديد التوحش لبلد شديد الرقة.
كائنات منتهكة، أحلامها موؤودة، وليس لها سوى أن تحيا على حافة الحافة، مترنحة لكنها تظل تقاوم السقوط. مليكة ونساء أخريات يرافقنها في هذه المتاهة. تتقاطع قصصهن وتتوازى لتتشكل صورة بلد انتزع قلبه عنوة.
محمد ساري هو روائي ومترجم جزائري من مواليد عام (1958) بشرشال في ولاية تيبازة، أستاذ النقد الأدبي (سيميولوجيا، سوسيولوجيا، تحليل الخطاب) ونظرية الأدب في قسم اللغة العربية في كلية الآداب واللغات في جامعة الجزائر منذ عام 1999.
يكتب محمد سارى باللغتين العربية والفرنسية، من رواياته بالعربية: “على جبال الظهرة”، و”البطاقة السحرية”، و”الورم”، و”الغيث”، و”القلاع المتآكلة”. له باللغة الفرنسية 9 كتب منشورة. كما ترجم أكثر من 25 كتابا من الفرنسية إلى العربية.