بدأ حجاج بيت الله الحرام مناسك الحج من اليوم الاثنين وهو يوم التروية، و"اليوم السابع" ينشر مناسك الحج خطوة بخطوة.. وتتلخص أعمال الحج فيما يلي:
- تبدأ أعمال الحج بالنية، وهي: الإحرام، وهو القصد المخصوص لأداء النُسُك، والنية فى الحج تتوجه إلى تحديد النوع الذى يختاره الحاج من أنواع الإحرام، حيث يتنوع الإحرام إلى ثلاثة أنواع: الإفراد : وهو أن ينوى الحج وحده، والتمتع: وهو أن ينوى العمرة متمتعًا بها إلى الحج، والقران: وهو أن يجمع بين أعمال الحج والعمرة فى إحرام واحد، بحيث لا يتحلل من إحرامه إلا بعد تمام أعمال العمرة والحج معًا، وعليه بعد ذلك أن أحرم متمتعًا أو قارنًا أن يذبح هديًا، وهو سُبع بدنة أو سُبع بقـرة، أو شاة، فإن لم يستطع فعليه أن يصوم ثلاثة أيام فى الحج قبل يوم النحر، وسبعة عندما يعود إلى بلده.
- ثم بعد النية يرتدى ملابس الإحرام (الإزار والرداء) ومن السنة أن يغتسل أو يتوضأ قبل لبسهما، ويستحب أن يصلى بعد لبس الإحرام ركعتين هما سنة الإحرام، ثم يحدد مقصده عند الميقات الذى يمر به، وإذا كان ممن سينزلون بجدة ؛ فإنه يجوز أن يحرم منها إذا لم يكن قد أحرم قبلها، وبعد الإحرام تبدأ التلبية، ويستمر الحاج فيها قدر ما يستطيع حتى صباح يوم النحر عند رمى جمرة العقبة.
- وإذا وصل إلى مكة ووقع نظره على البيت الحرام فليستقبله بالتكبير والتلبية والدعاء ويدعو بالدعاء المأثور عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهو قوله:" اللهُمَّ زِدْ هَذَا الْبَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا..." كمـا مرَّ فى أعمال العمرة.
- ثم يبدأ الحاج بأول أعمـال النُسُك الذى نواه، فإن نوى حجًّا مفردًا طاف طواف القدوم، ثم يستمر على إحرامه إلى أن ينتهى من أعمال يوم النحر، ويطوف بالبيت طواف الركن ثم يتحلل من إحرامه.
- وإن نوى تمتعًا أدى أفعال العمرة، وهى الطواف والسعى والحلق أو التقصير، ثم يتحلل من إحرامه ويحل له كل شيء حتى يحرم بالحج فى اليوم الثامن من ذى الحجة ( يوم التروية )، ثم يمضى إلى منى.
- وله أن يبيت بها إذا كان قادرًا بدون مشقة، فإن بات بها لا يخرج إلا بعد شروق شمس اليوم التاسع، وله أن يتوجه مباشرة إلى عرفات ابتداء من ليلة الثامن من ذى الحجة، ويستمر واقفًا على عرفات يصلى ويدعو ربه مخلصًا فى الدعاء والعبادة، حتى موعد النفرة بعد مغرب يوم عرفة، ثم يكمل بقية أعمال الحج فى مزدلفة ومنى ومكة إلى أن ينتهى من رمى الجمار وتنتهى أيام التشريق.
- وإن نوى قرانًا طاف طواف القدوم، فإن سعى بعده بين الصفا والمروة يكون سعيه للحج والعمرة معًا، ويجزئه هذا السعى عن السعى بعد طواف الركن، وإن لم يقدم السعى أدَّاه بعد طواف الإفاضة، ولا يلزمه شيء، ثم يستكمل أعمال الحج دون أن يخلع إحرامه، ويفعل ما يفعله الحاج المفرد والمتمتع ابتداء من يوم التروية، حيث يتجه جميع الحجيج مع اختلاف إحرامهم إلى منى فى طريقهم إلى عرفات.
- ثم يتجه الحجيج بعد نفرة عرفة إلى مزدلفة، وعندما يصل إليها الحجيج يحطون رحالهم، ويصلُّون المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، وللحاج أن يبيت بها حتى تشرق شمس يوم النحر إذا قدر على ذلك دون مشقة ولم يكن من ذوى الأعذار، ثم يتحرك من مزدلفة بعد منتصف الليل (بحساب ساعات الوقت ما بين المغرب والفجر).
ومن منتصف ليل المزدلفة تبدأ أعمال يوم النحر لمن لم يقدر على المبيت بها، مع الترخيص فى تقديم بعضها على بعض وفقًا لما يتيسر للحاج وقدرته على أداء النُسُك فى الزحام أو عدمه.
- فالحاج يوم النحر سيرمى جمرة العقبة الكبرى، وبعد ذلك يذبح الهدى، فإن كان قد دفع صك الهدى فلا ذبح عليه ؛ لأن وكيله يذبح عنه، ثم يحلـق شـعره، ويجـوز لـه أن يقـصِّر، ثم يطــوف طــواف الإفـاضـة، وهو طــواف الــركن.
- فيحصل التحلل الأصغر- الذى يباح به كل شيء للمحرم إلا الجماع - بأداء ثلاثة أمور من الأمور التالية (رمى الجمرة الكبرى، وطواف الركن، وذبح الهدى، والحلق أو التقصير)، والحلق أفضل، قـال (صلى الله عليه وسلم) : " اللهُـمَّ اغْفِـرْ لِلْمُحَلِّـقِـينَ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله، وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: اللهُـمَّ اغْفِـرْ لِلْمُحَلِّـقِـينَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: اللهُـمَّ اغْفِـرْ لِلْمُحَلِّـقِـينَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: وَلِلْمُقَصِّرِينَ".
- ويجوز عند المالكية أن يتحلل التحلل الأصغر بمجرد رمى جمرة العقبة الكبرى، ولا يتم التحلل الأكبر إلا بالإتيان بالأمور الثلاثة (رمى جمرة العقبة الكبرى، وطواف الركن، والحلق أو التقصير) مع صك الهدى.
- وفى أيام التشريق عليه أن يبقى فى منى، فإن لم يتيسر له ذلك فله أن يقيم فى أى مكان يتيسر له قريبًا منها، وله أن يوكل غيره فى الرمى إذا عجز عن أدائه بنفسه، ومن قدر على المبيت بمنى من غير عنت أو مشقة فعليه أن يبيت بها، كما أن عليه أن يؤدى مناسك يوم النحر بنفسه، مع التزام الرفق وعدم مزاحمة الحجيج.
- وإذا أراد الحاج أن يغادر مكة فيستحب له أن يطوف طواف الوداع أن استطاع، فإن كان البيت مزدحمًا بالطائفين بما يفقده القدرة على القيام به لا يتعين عليه ؛ لأنه غير مستطيع، ويجوز له تحسبًا لذلك أن ينويه مع طواف الإفاضة أو الركن، ويجزئه ذلك من غير إثم.
- وإذا شك الحاج فى شيء مما يفعله من أعمال الحج، فإن طرأ عليه الشك بعد انتهاء القيام به فليطرح الشك، وتكون ذمته بريئة أمام ربـه، وإن طـرأ عليه الشك أثنـاء أداء النُسُك يبنى على الأقـل ؛ لأنه المتيقن فى حقه، وذلك فى الطواف والسعى ورمى الجمرات.
- وفى أيام التشريق يبقى الحاج فى منى يومين لمن أراد أن يتعجل، وثلاثة لمن أراد أن يتم، حيث يقول الحق سبحانه: {وَاذْكُرُوا الله فِى أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا الله وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }ويكون للحاج بعد ذلك أن يبقى بمكة حتى يسافر إلى بلده، ولا يضره التأخير بعد طواف الوداع ما دام لم ينوِ الإقامة فى مكة المكرمة، وله أن يسافر إلى المدينة ؛ لزيارة مسجد النبى والتشرف بالسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم).