يحتفل اليوم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بأفضل الأعياد الإسلامية، وهو عيد الأضحي المبارك، أعاده الله على أهل مصر والأمة العربية والإسلامية بكل الخير والنماء. وفي هذا اليوم يؤدى المسلمون من حباهم الله بزيارة بيته الحرام وهم الحجاج مناسك الحج العظيمة، بالوقوف بجبل عرفات، ثم رمي جمرة العقبة، والنحر، ثم تقصير أو حلق الشعر، والطواف حول البيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة، ثم قضاء أيام التشريق، وهذه الأيام كلها هي أيام عبادة وذكر لله سبحانه، يسعى فيه المسلمون لنيل أرفع درجات الرحمة والمغفرة من الله تعالى، وأدعو الله أن يكتبها لنا جميعا قبل حلول الأجل وطي صفحة الحياة.
ويجب علينا جميعا أن نستثمر هذه الأيام المباركة، لتوطيد أواصر الرحمة والمحبة والتراحم بيننا، والتقارب بين أبناء المجتمع، والتزاور وحنو القوي على الضعيف، والغني على الفقير، والمعافي على زيارة المريض، وتبادل التهاني والمباركات بين العائلة الواحدة والأهل والأصدقاء والجيران، وذبح الأضاحي، كل منه على قدر سعته، وتوزيعها على الأهل والأصدقاء والفقراء وذوي الحاجة، كما حددها الشرع.. وكل هذه الأعمال هي من دواعي حلول البركة في البيوت ونيل عفو ورضا الرحمن.
ولا ننسى أن ندخل الفرحة والبهجة في قلوب أسر المساكين والمحتاجين والفقراء بالتبرع لهم، ومد يد العون والمساعدة بتوفير قدر الإمكان احتياجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب، واحتياجات أولادهم من ملابس جديدة وغيرها، وأيضا التصالح بين المتخاصمين، وزرع المودة بدل الجفوة، والقرب محل البعد، والحب والرفق بدلا من القسوة والقهر، وعلينا أن نتذكر أن نعفو هو أقرب للتقوى، حتى يستمر الود والمعروف بين الناس، لأن الحياة لا تخلو من المشاكل والهموم، وتحتاج إلى روح الفضل بين الناس، حيث لن تكون هناك حياة سوية وطبيعية ملؤها الاطمئنان والسكينة والراحة النفسية إلا بوجود روح الفضل.. وقال الله تعالى في محكم تنزيله (وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة