اليوم تحل الذكري العاشرة لثورة الثلاثين من يونيو، التي تُوِج فيها كل مصري قائداً لثورته، مقرراً لمصيره، مختاراً لمن يحكمونه لأول مرة على مدار التاريخ.
فقد اتخذ المصريون قراراً واحداً اتفق على تنفيذه جميع المختلفين، وهو التخلص من حكم جماعة كادت أن تطيح بالهوية المصرية العريقة، التي لم تستطع قوة كانت علي وجه الأرض أن تطمسها أو تبدل ملامحها!
فكم من مستعمر طامع مر على مصر، واغترف من خيراتها، واستباح أرضها، لكنه دائماً كان يذهب من حيث أتى إلى غير رجعة، دون أن يترك بصمته الخاصة التي عادة ما كان يتركها في كل الدول الأخري التي حل عليها مغتصباً للأرض ومنتهكاً للعرض!
لكنها مصر ذات الهوية الصلبة القوية المتفردة..
فعلى سبيل المثال:
لم تحل اللغة الإنجليزية محل العربية بعد احتلال إنجليزي دام أكثر من سبعين عاماً، مثلما حدث مع دول شقيقة حلت بها اللغة الفرنسية محل العربية في كثير من الأحيان بعد انقضاء فترة الاحتلال الفرنسي!
لذا فقد هب المصريون جميعاً علي قلب رجلٍ واحد متجاوزين كافة الخلافات السياسية، متغاضين عن التوجهات المختلفة، حينما استشعروا خطراً أكبر وأهم، فانتفضوا جميعاً مثلما فعلوها دوماً على مدار تاريخهم الطويل للتخلص من عدو اتفق على خطورة تواجده جميع المتفقين والمختلفين، اللهم إلا قليل جداً منهم الذين أعرفهم وتعرفونهم ويعرفون أنفسهم تمام المعرفة!!
وبالرغم من:
الأزمة الاقتصادية التي نالت من الجميع، وارتفاع الأسعار الذي تضررت منه كل طبقات المجتمع المصري جراء الأزمة العالمية والحرب الروسية الأوكرانية التي ألقت بظلالها القاسية على من لا ناقة لهم بالأمر ولا جمل، ومن قبلها أزمة كورونا، و من قبلها تبعات الخراب الذي خلفته عقود من الفساد والركود والاستنزاف دون أن نشعر بحجم الضرر، لطالما كانت أسعار الغذاء مستقرة كمسكن لجرح غائر دون علاج.
فليحتفل المصريون بنجاح ثورتهم وتحقق أهدافهم في التخلص من حكم الخونة والإطاحة بهم وبمخططاتهم الخبيثة العميقة.
فلنا الفخر والاحتفال ولهم الخزي.. كل عام ومصر بخير وسلام وأمان.