لكل منا هدف خاص يسعى لتحقيقه، ولكل منا غاية للوصول إلى هدفه، وتختلف الأهداف من شخص لآخر، ولكن تبقى هناك نقطة تلاقي واحدة يرغب الجميع في الوصول إليها وهى "الراحة"، ويشمل مفهوم الراحة هنا الكثير من المعاني، فالراحة هي الكلمة الأقرب للوصف من وجهة نظري، كونها تعبر عن نقطة الوصول بعد مشقة طويلة لتحقيق شيء ما، فتتمثل في لحظة التقاط الأنفاس بعد ركض طويل، أو كوب ماء بعد فترة ظمأ شاقة، أو ربما يد "تطبطب" عليك بعد فترة طويلة من الأزمات.
الفقرة السابقة هي وصف دقيق بالنسبة لي لمفهوم الراحة، ولكن الوصول لتلك النقطة الفاصلة، يتطلب الكثير من الأساليب والمقومات، ويعد أهمها بالنسبة لي، هو الصحبة والرفقة أثناء الطريق، فهى تجسيد الأمان، الأمان الذى يمنحك القوة لاستكمال أى طريق، فبدون صحبة مريحة مساندة، يصعب طريق الوصول، بل ويضاعف من فرص التعثرات ويمنحك دافعًا للاستسلام.
الفقرتان السابقتان هما تمهيد للهدف من المقال، فسبق وسردت أن لكل شيء هدفًا، والهدف من تلك الكلمات هو تسليط الضوء على ضرورة اختيار الصحبة والرفقة طوال الطريق، الطريق الذي لم ولن يمر بسهولة وطمأنينة بدونها، ولعل أفضل صفة يجب على الرفيق والصديق امتلاكها هي "النفس السوية"، التي يتغلب عليها طابع الرضا، النفس التي تفرق بين الحلال والحرام، النفس التي لا تعمل على زيادة صعوبة حياة من حولها، النفس التي تحترم كل من حولها، النفس التي تتحكم في انفعالاتها، النفس التي تتحمل مسئوليتها ومسئولية من حولها، النفس التي تؤمن بالرجوع للصواب بعد الخطأ، النفس المتسامحة...
فعلى غرار مقولة "الصديق قبل الطريق"، "النفس السوية قبل الطريق"..