في كتابهما الصادر مؤخرًا بعنوان "Your Brain on Art: How the Arts Transform Us" أو بالعربية "دماغك على الفن: كيف تغيرنا الفنون"، تقدم الأمريكيتان سوزان ماجسامان وإيفي روس فكرة أساسية تقوم على أن 20 دقيقة فقط في اليوم من الانخراط في الفن يمكن أن تجعل الإنسان قادرا على حل المشكلات ومتعلمًا أفضل، ونستعرض عبر سلسلة قرأت لك تفاصيل أكثر عن هذا الكتاب.
ويؤكد المؤلفان فى كتابهما أن تأثيرات التعرض للفن أكثر أهمية عند الأطفال بل يمكن أن يساعد الاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة مسرحية في بناء مهارات أقوى في قشرة الفص الجبهي مثل الذاكرة.
ويتطرق المؤلفان إلى أن ذلك رهن بالأشكال البسيطة من الفنون فهذا لا يعني أن عليك الخروج وشراء لطفلك بيانو أو دفع رسوم دروس حصص تعليم الرسم، بل يمكنك ببساطة الذهاب إلى المتحف ومن هنا فإن الأطفال سيتلقون مدخلات الفن التشكيلي فى عقولهم الصغيرة ويهضمونها بشكل يجعلهم أكثر قدرة على التفكير.
وإذا كنت لا تعيش في مدينة بها مؤسسات عالمية المستوى فإن ذلك لا يهم كما يقول روس الذى يضيف: "لا يتعلق الأمر بما إذا كان الفن جيدًا أم سيئًا، إنه فعل الانخراط في الفن سواء كان صنعه أو رؤيته" هو ما يحسن الإدراك.
تقول سوزان ماجسامان: إن الانخراط في الفن يمكن أن يغير أدمغتنا "هيكليًا" وهى النقطة الجوهرية فى الكتاب التى تبرز نقطة جديدة وفائقة الأهمية إذ أن لمسارات العصبية وهي الروابط الموجودة في أدمغتنا، أو"أسلاك" أدمغتنا يمكن أن يتغير تكوينها اعتمادا على المعلومات والأنشطة التي نصل إليها.
تقول سوزان ماجسامان: "إن الفنون في حد ذاتها هي تخصص في كل مكان يجعلنا متعلمين أفضل وأقوى من الناحية البيولوجية العصبية ويمكنهم أيضًا المساعدة في مناهج دراسية مثل الرياضيات" مشددة على فكرة مهمة وهي أنك عندما تتعلم حقيقة جديدة أو تختبر إحساسًا جديدًا ، فإنك تبني مسارًا عصبيًا جديدًا.
وتقول المؤلفة: "تعد القدرة على بناء مسارات عصبية قوية أمرًا مهمًا حقًا مع تقدمنا في السن لأنها تزودنا بمزيد من المهارات المعرفية وإذا لم يكن لديك هذه الأنواع من التجارب ، فإن الدماغ أيضًا يتقشر بمعنى أنه يفقد زخمه وقدرته على تجديد مساراته".
ويؤكد الكتاب أيضًا أن الطلاب الذين تعرضوا للفنون لديهم مخالفات أقل ومشاركات أكثر فعالية ويميلون إلى امتلاك تطلعات جامعية أعلى وإنجاز أعلى في درجات الاختبارات الكتابية الموحدة كما أن هؤلاء الطلاب أكثر قدرة على التعبير عن أنفسهم لديهم وجهة نظرهم الخاصة".
أما أهم النتائج التي يظهرها الكتاب فهى تلك التى تم متابعتها لدى الأطفال في سن الابتدائية وهى أن تعريض أطفالك للفن في سن مبكرة يمكن أن يساعد في تشكيل عقولهم للأفضل.
يذكر أن سوزان ماجسامان هى مؤسسة International Arts + Mind Lab ، ومركز علم الأعصاب التطبيقي في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز أما إيفى روس فهى نائبة رئيس تصميم الأجهزة في جوجل وهما معنيان فى الأساس بالبرمجة العصبية العقلية المرتبطة بالفن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة