يشكل ارتفاع مستويات التلوث البحرى والساحلى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تهديداً خطيراً "للاقتصاد الأزرق"، والذي يعد من المحفزات الرئيسية للنمو الاقتصادي فى المنطقة.
وتسجل المنطقة أعلى نصيب للفرد من البصمة البلاستيكية، حيث يتسبب الفرد من سكان المنطقة في تلويث المحيطات بأكثر من 6 كيلوجرامات من النفايات البلاستيكية فى المتوسط كل عام.
ووفق تقرير دولى منشور على موقع البنك الدولى فإن الاقتصاد الأزرق يدر 450 مليار دولار سنوياً فى منطقة البحر المتوسط، فيما يشكل التلوث بالنفايات البلاستيكية تهديداً لإمكانات نمو الاقتصاد الأزرق الذى يشمل مصائد الأسماك، والسياحة الساحلية، والنقل البحرى، فضلاً عن القطاعات الناشئة ،مثل التكنولوجيا الحيوية والطاقة البحرية المتجددة وتربية الأحياء المائية، وكلها تعتمد على سلامة المحيطات القادرة على تقديم خدمات النظام الإيكولوجى الأساسية.
وفيما يلى 6 أمور لاحظ خبراء البنك الدولي المعنيين بالبيئة أنها تحدث فى جميع أنحاء المنطقة:
1- يُعد انتشار المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد إلى جانب سوء جمع النفايات وإدارتها داخل البلدان من المحركات الرئيسية للتلوث البحرى والساحلى بالنفايات البلاستيكية.
2- يجب اتخاذ إجراءات على امتداد سلسلة القيمة الخاصة بالبلاستيك بأكملها، بدءًا من خفض إنتاج المواد البلاستيكية واستخدامها وصولاً إلى الارتقاء بمستوى إدارة النفايات البلاستيكية الصلبة والتخلص من الملوثات الحالية في المحيطات.
3- يتزايد إدراك الحكومات بالحاجة إلى وضع تشريعات وسياسات لإدارة النفايات تستخدم نهج الاقتصاد الدائري لاستهداف التلوث بالنفايات البلاستيكية.
4- تُعد تقارير التشخيص الوطنية وتقييمات خط الأساس التي تجرى بمساعدة البنك الدولي أدواتٍ مفيدة لتحديد الإجراءات على المستوى الوطني.
يُعد التعاون ضرورياً لإدارة تحدي التلوث بالنفايات البلاستيكية. وعرضت عدة حكومات تجاربها في الشراكة مع منظمات المجتمع المدني لإدارة حملات رفع الوعي العام وحملات التنظيف.
5- تم تحديد القطاع الخاص باعتباره شريكاً مهماً في التحول إلى الاقتصاد الدائري. ويمكن لرواد الأعمال تقديم حلول مبتكرة والمشاركة في الجهود التي تبذلها الحكومات.
6- بالرغم من التحولات الإيجابية في الوعي بالتلوث بالنفايات البلاستيكية وإدارته، لا يزال هذا النوع من التلوث يكلف بلدان المنطقة نحو 0.8% من إجمالي الناتج المحلي، في المتوسط، كل عام. ويؤثر التلوث بالنفايات البلاستيكية على السياحة ومصائد الأسماك والنقل البحري وحياة الناس في جميع أنحاء المنطقة. ولن يتمكن أيُ بلدٍ يعمل بمعزل عن غيره من التصدي بفعالية لتحدٍ بهذا الحجم.
ونظراً لأن المحيطات لا تعرف حدوداً، فهذا يجعل من التلوث بالنفايات البلاستيكية قضيةً عابرةً للحدود وتتطلب حلولاً عابرة للحدود.
وتعمل الوحدة التابعة لقطاع الممارسات العالمية للبيئة والموارد الطبيعية والاقتصاد الأزرق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والبرنامج العالمي للاقتصاد الأزرق، وهو صندوق استئماني شامل متعدد المانحين يديره البنك الدولي ويساند التنمية المستدامة والمتكاملة للموارد البحرية والساحلية في المحيطات النظيفة، داخل البلدان وفي أنحاء المنطقة، على تسجيل الشواهد والأدلة وعرضها بغرض تدعيم القدرات العلمية وتهيئة الفرص للتعاون الإقليمي وفيما بين القطاعات المختلفة. ومن شأن هذه العناصر مجتمعةً أن تزود جميع أصحاب المصلحة المعنيين بالمعلومات التي يحتاجونها للتوصل بشكل جماعي إلى قرارات لن تعمل على تحسين مستوى الاقتصاد الأزرق فحسب، بل ستمكنه أيضاً من القيام بدور رائد في تنمية المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة