أحمد التايب

ترند العروسة

السبت، 22 يوليو 2023 10:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتشرت مؤخر ظاهرة ليس بمثابة خطر يهدد القيمة والعادات بل تهديد كبير للمنظومة المجتمعية القيمية ككل، ألا وهى ترند العروسة أو ترند الفرح أو ظاهرة الترند بشكل عام، حيث يحرص البعض أثناء عقد القران أو الزفاق على اختلاق قصص وحكايات مثيرة أو القيام بأشياء أو أفعال عجيبة وغير لائقة، أو التقول بألفاظ أو عبارات من أجل لفت الأنظار حتى لو كان هذا إسفافا أو أمر مستهجن بداعى الفرحة والبهجة والاختلاف، المهم البحث عن ما يسمى بالترند الذى أصاب البعض بالهوس، لدرجة وصلت أنه يتم نشر هذه الأمور حتى ولو كانت عين الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعى، وأمام الملأ.

 

بل العجيب – عزيزى - أنه بدلا من الرجوع للثوابت والأصول سواء كانت ثوابت أخلاقية أو وطنية أو حتى عادات وتقاليد، نجد هناك من يسعى إلى وضع هذا الترند على دائرة النقاش واستطلاع الآراء، فنجد من يؤيد ومن يُعارض وتملئ ساحات ومنابر إعلامية بضجيج ليس له أى محل من الأعراب، والنتيجة – للأسف – حتمية وهى يومين والناس تنسى وندخل في ترند آخر وتدور الدائرة،  فلا وقت يصبح لدينا لمناقشة قضاينا المهمة التي يجب أن تناقش وتأخذ وقتنا ووقت الإعلام، وإنما يضيع وقتنا وإمكانياتنا في قضايا مبتذلة جدلية لا نكسب منها وعيا ولا ثقافة ولا تهذيبا وإنما نخرج منها بتشيت أفكار وانقسام وهدر للوقت وضياع للقيمة والأخلاق.

 

لذلك ندق ناقوس خطر، خاصة أن هذه الظاهرة أصبحت آخذة في الاتساع كما ذكرنا في صدارة مقالنا، لأنه هل من المعقول – عزيزى - أن يعتاد كثير من الناس كل صباح بمجرد الاستيقاظ من النوم وحتى نهاية اليوم بالبحث لمعرفة الجديد وما هو الترند؟.. وهل يُعقل أن نصبح كل يوم أمام عروسة شكل تبحث عن ترند حتى ولو كلفها ذلك الإساءة لنفسها ولأهلها ولمجتمعها؟.. وهل يُعقل أن نصبح كل أمام أسرة لا يهمها سوى جمع اللايكات لتحقيق شهرة زائفة أو كسب أموال حتى ولو كانت تصدر لمجتمعنا نموذجا غير أخلاقيا يوميا؟.

 

نعم قد تكون بعض الترندات إيجابية وذات مغزى إنساني، لكن الكثير منها للأسف بلا معنى،  فماذا حدث للناس؟

 

اعتقادى أن هوس الترند – عزيزى - أصاب الجميع، لدرجة أنك لا تتصفح أي مواقع تواصل إلا وتجد مقاطع لربات بيوت تنظفن مطبخ بملابس شبه كاشفة أو شفافة أو ما شابه، أو عروسة تبحث عن ترند برقصة مثيرة أو بفعل مثير وغريب، أو شاب يقود دراجة بخارية وهم معصوم العينين، أو فتاة تتحدث عن أمور مُسفة، أو فنانة تختلق موضوعا لتحقيق شهرة أو لفت نظر، أو شائعة وفاة لمشهور أو شخصية عامة، أو شائعة تشكيك في مشروع قومى للبلد أو شائعة في قرار حكومي، أو موقع إلكترونى لا يبحث إلا على العناوين المثيرة والمستفزة، للأسف يا سادة ظاهرة الترند أصبحت في حياتنا لإلقائنا أنفسنا في  أحضان السوشيال ميديا دون ضوابط أو قواعد منظمة.

 

نهاية .. لا بد من مواجهة هذه الظاهرة التي قطعا سيأتى يوما وإن كان قد أتى يتعرض المجتمع إلى انهيار قيمى.. وقتها سنندم لكن لن يفعل الندم شيئا..

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة