تعد لوحة "الدكتور جاشيه" لفان جوخ أغلى لوحاته فقد بيع هذا البورتريه مقابل 82 مليون دولار أي ما يعادل حوالى 161 مليون دولار وفقا للأسعار هذه الأيام، وقد بدأت قصة هذه اللوحة بلقاء فان جوخ فى أيامه الأخيرة بالطبيب جاشيه فى فرنسا، حيث نصحه الأخير بالانكباب على الرسم فانقطع عن العالم ورأي فى الفن التشكيلى مخرجًا وحيدًا مما عاناه من آلام فرسم 74 لوحه فى أيامه الأخيرة منها بورتريه الطبيب جاشيه.
التقيا في قرية أوفير سور دى أويس حيث أقام فينسنت فان جوخ في غرفة علوية فوق Café de la Mairie لمدة 70 يومًا في عام 1890 قبل رحيله في 29 يوليو وكان فان جوخ في رحلة لحياة لسانت ريميه الفرنسية حيث سعى إلى مكان يسوده الهدوء وهناك دعاه الطبيب لتناول الغداء وأصبح لبعض الوقت مستشارًا روحيًا موثوقًا به وقد حث الدكتور جاشيه فان جوخ على استئناف الرسم لأنه من خلال فنه سيجد طرقًا للتخلص من أعبائه.
في المركز العاطفي من كل ذلك، يجسد البورتريه الدكتور جاشيه نفسه بقبضة سند لها رأسه يحدق فينا باهتمام بنظرة وصفها فان جوخ بأنها حزينة " التعبير فيه شيء من الكآبة".
طرح فان جوخ قدرًا كبيرًا من تلك الطريقة الخاصة للغاية للتعبير عن الوجود البشري وقد أوضح مرارًا وتكرارًا أن إحدى مهامه كرسام هي إنشاء أعمال يمكن اعتبارها تجسيدًا للفن الحديث.
ماذا يعني حقا هذا؟ بالنسبة لفان جوخ اللوحة الحديثة هي التي يكون فيها التمثيل المحاكي ذو أهمية ثانوية، إنها صورة تتخطى الحدود الرسمية وتستفيد من تباينات الألوان القوية من أجل زيادة تأثيرها إنها لوحة يمكن رؤيتها وترى فيها وتكشف عن روح رسامها، إنها لوحة ذات حضور طيفي دائم للأجيال القادمة، إذ يمكن اعتبار لوحة الدكتور جاشيه تمثيلًا عالميًا للكآبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة