من مدينة سان بطرسبرج تم إطلاق حُلم روسى أفريقى جديد، يهدف إلى تحقيق هدوء واستقرار العالم، تحت عنوان "روسيا وأفريقيا: توحيد الجهود من أجل السلام والتقدم والمستقبل". وفى مدينة "الليالى البيضاء" - كما تشتهر سان بطرسبرج - التأمت القمة الروسية الأفريقية الثانية، أكبر حدث أساسى فى العلاقات بين موسكو ودول القارة السمراء.
ملفات سياسية وعسكرية واقتصادية مهمة، كانت على مائدة القمة، من بينها الدعم العسكرى خصوصاً للدول غير المستقرة سياسياً، وتعميق فكرة عدم التدخل فى الشأن الداخلى، وتوفير الحبوب الروسية للدول التى تعانى من شح الغذاء، والدخول فى استثمارات روسية ضخمة على رأسها الغاز والنفط، واستخراج المعادن من دول القارة السمراء، فضلاً عن التعاون الاقتصادى فى مجالات التجارة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم، وتحسين مستوى المعيشة لسكان القارة، وزيادة التبادل التجارى فى مجالات الطاقة والأمن الغذائى، إلى جانب استخدام الطاقة النووية فى أعمال التنمية.
جاءت مشاركة مصر خلال فعاليات قمة روسيا - أفريقيا 2023، متميزة كعادتها فى كل المحافل الدولية، رافعة راية تحقيق هدوء واستقرار القارة، وحملت على عاتقها بالقمة ملفات مهمة تبحث لها عن حلول، فى مقدمتها عودة الهدوء والاستقرار فى السودان وإنهاء الصراع داخل البلد العربى الشقيق الذى يمثل امتداداً لمصر وبوابة مهمة إلى داخل القارة الأفريقية.. كما تصدر ملف سد النهضة والتطورات الأخيرة مباحثات مصر فى سان بطرسبرج، عقب الزيارة التى قام بها آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى للقاهرة للمشاركة بقمة دول جوار السودان، وحديثه حول إمكانية استئناف المفاوضات لإيجاد حل يرضى جميع الأطراف خلال الأشهر المقبلة.
الرئيس عبد الفتاح السيسى أطلق العديد من الرسائل خلال كلمته التى ألقاها أمام القمة، والتى كانت بمثابة خارطة طريق واضحة لتحقيق الهدوء والاستقرار فى القارة التى تحتاج لتكاتف أيادى الجميع لمواجهة تحديات المستقبل.
وشرح رؤية مصر بشأن الظرف الدولى الراهن، وسُبل تعميق التعاون القائم تحت مظلة الشراكة الاستراتيجية، لصياغة حلول مستدامة للصراعات القائمة فى عالم اليوم.
كما أطلق الرئيس خلال القمة رسالة مصر للسلام فى العالم، وقال إن مصر كانت دوماً رائدة وسباقة فى انتهاج مسار السلام، سلام الأقوياء القائم على الحق والعدل والتوازن، فكان هو خيارها الاستراتيجى الذى حملت لواء نشر ثقافته، إيماناً منها بقوة المنطق لا منطق القوة، وبأن العالم يتسع للجميع.
ومن أبرز ما جاء بالقمة بحث استبدال الاعتماد على الدولار فى التبادل بين دول القارة وروسيا، وهو بالفعل ما تمت مناقشته مع مصر من قبل بالتعامل بالروبل مقابل الجنيه، ومن المتوقع أن تشهد العلاقات المصرية - الروسية تعاوناً أكبر فى ظل مرور 80 عاماً على العلاقات بين البلدين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة