أصبحت حرائق الغابات كابوسا متكررا، ومشكلة خطيرة فى العالم، وهى الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة فى الكوكب مع موجة جفاف شديدة، وهو ما يجعل تلك الحرائق خارجة عن السيطرة ومتكررة، وأطلق عليها الخبراء "حراق الجيل السادس" وهى تخرب الغابات في جميع أنحاء الأرض، والأكثر تدميرا حيث أنها تنتج السحب الخاصة بها والتى يُطلق عليها "غيوم البيروكومولوس المخيفة" التى تسبب عواصف كهربائية، تطلق البرق، وتولد مصادر جديدة للنيران، لا يمكن التنبؤ بها وعشوائية تأخذ حياة خاصة بها، ولهذا أطلق عليها الخباء انها حرائق الجيل السادس.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية فى تقرير لها إلى أن حرائق الجيل السادس، هى أكثر ضراوة ويصعب إطفاؤها بسبب الجفاف والاحتباس الحرارى، ففى إسبانيا، فى النصف الأول من عام 2023 فقط، تم حرق أكثر من 65000 هكتار، وتمثل 55٪ من الأراضى المحروقة فى الاتحاد الأوروبى.
تتصدر الدولة الترتيب حسب المساحة المحروقة، تليها فرنسا (21273 هكتارًا) ورومانيا (1909 هكتارًا) والبرتغال (7061 هكتارًا).
الحرائق فى شبه الجزيرة تحترق فى الغالب الغابات المفتوحة. المشكلة تتعلق بالتخلى عن العالم الريفى، حسبما قال الخبير من وحدة الدفاع فى منطقة مورسيا الإسبانية راؤول أرياس.
وقال الخبير الاسبانى "نظرًا للتغير المناخى الذى نشهده وبسبب التخلى عن العالم الريفى، وهو ما يفعله هو زيادة حمل الوقود النباتى فى الغابات، فإنه يجعل هذه الحرائق أكثر ضراوة وتحدث بشكل متكرر بسبب تمر بفترات جفاف كبيرة، التحدى الأكبر هو الوقاية، بل أكثر من الانقراض. يجب أن نخلق هذه الانقطاعات على الأرض ونشجع استخدام كتلة الغابات التى لدينا لتقليل هذه الأنواع من الوقود ".
فى كندا، تم حرق 8 ملايين هكتار حتى الآن منذ بداية العام، وهى حالة كارثية غير مسبوقة مع حوالى 400 حريق نشط وصل دخانها وانبعاثاتها الهائلة من أول أكسيد الكربون إلى بلدان مثل البرتغال وإسبانيا، مشكلة لها عواقب عالمية حيث يعد التعاون أمرًا ضروريًا، حيث أن الادخنة الناتجة عن الحرائق تزيد من نسبة الكربون وهو ما يزيد من الأمر سوءا ويعيق مكافحة التغير المناخى.
وفى اليونان، اندلع 61 حريقا جديدا خلال 24 ساعة والتى أدت إلى مصرع شخصين، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتى تجعل الحرائق فى البلاد خارجة عن السيطرة، فى الوقت الذى تعانى فيه دول آخرى فى أوروبا من استمرار الحرائق أيضا مثل إيطاليا.
أدت الرياح القوية ودرجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية، إلى مقتل شخصين آخرين فى الأراضى اليونانية، أمس الخميس، لذلك هناك بالفعل خمسة وفيات بسبب الحرائق فى البلاد.
وقالت السلطات أن الوفيات الأخيرة نتيجة الحرائق الجديدة هما رجل وامرأة فى الخامسة والأربعين من العمر. ولقى الاثنان مصرعهما فى حرائق مختلفة بمنطقة مجنيسيا بوسط البلاد.
فى الساعات الأربع والعشرين الماضية وحدها، اندلع 61 حريقًا أخرى فى وسط البلاد، مما أجبر المزيد من عمليات الإجلاء بعد تدمير المزارع والمصانع خلال الليل.
انتشرت ألسنة اللهب ولا تستسلم، خاصة فى جزر رودس وكورفو وإيبويا، حيث وصفت فرق الإنقاذ أنها خارجة عن السيطرة.
أما فى إيطاليا، فلا تزال العديد من الحرائق نشطة فى جنوب البلاد وتم تسجيل أكبر عدد لها الآن فى منطقة بوليا، وعلى الرغم من أنه تم بالفعل السيطرة على الحريق الكبير الذى شهده ساحل بوليا طوال الليل من قبل فرق الإطفاء، إلا أن هناك عدد من الحرائق القليلة الأخرى.
وأشارت صحيفة كورييرى الإيطالية إلى أن تلك الحرائق التى كانت فى البلاد اليومان الماضيان دمرت أكثر من 100 بلدية وتسببت فى أضرار تجاوزت 260 مليون يورو منها 200 مليون يورو فى قطاع الزراعة.
ومنذ يوم الأحد، تم تنفيذ 3232 تدخلاً بين بوليا وصقلية وكالابريا وسردينيا، من قبل 9846 رجل إطفاء تناوبوا فى عمليات الإنقاذ فى 4 مناطق وفقط فى صقلية، تم تنفيذ 1414 تدخلاً بسبب حرائق الغابات، وهو أكبرها، وفقا لبيانات من الحماية المدنية الإيطالية.
لا تزال عدة حرائق نشطة فى منطقة نورو، فى سيرديلا، حيث هددت النيران المنازل ومخيمًا، كما تم تسجيل حرائق فى مدينة ماتيرا (وسط) وفى المنطقة الأيونية.
بينما تبدأ صقلية حساب الأضرار بعد الحرائق الرهيبة فى هذه الأيام، فقد أعلنت حالة الأزمة والطوارئ الإقليمية وطلبت من الحكومة الوطنية الاعتراف بحالة الطوارئ أيضًا بسبب موجة الحر الاستثنائية فى الجزيرة.
وفقًا لتقدير أولى تم توفيره لمنطقة صقلية، هناك مئات المبانى والبنى التحتية وأنظمة الخدمات العامة التى دمرت أو تضررت من الحرائق وتم إجلاء حوالى 2000 شخص، حتى كإجراء احترازى، لا يمكن لمئات منهم العودة إلى منازلهم.